منها بين قتيل مطلول، و خائف مستجير،
يختلون بعقد الأيمان، و بغرور الإيمان، فلا تكونوا أنصاب الفتن، و أعلام البدع، و
الزموا ما عقد عليه حبل الجماعة، و بنيت عليه أركان الطّاعة، و اقدموا على اللَّه
مظلومين، و لا تقدموا على اللَّه ظالمين، و اتّقوا مدارج الشّيطان، و مهابط
العدوان، و لا تدخلوا بطونكم لعق الحرام، فإنّكم بعين من حرّم عليكم المعصية، و
سهّل لكم سبيل الطّاعة.
اللغة
(الدّحر)
الطّرد و الابعاد و الدّفع بعنف على الاهانة كالدّحور و قال سبحانه وَ
يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً و قال أيضا اخْرُجْ مِنْها
مَذْؤُماً مَدْحُوراً.
و مداحر
الشّيطان جمع مدحر و هى الأمور الّتى محلّ طرده و إبعاده.
و قال
الشّارح البحراني و المعتزلي: هى الامور الّتي بها يطرد و يبعد، و على قولهما فهى
للآلة، و على ذلك فلا يجوز جعلها جمعا لمدحر كما توهّمه البحراني لأنّ مفعل بفتح
الميم للمكان و بالكسر للآلة كما صرّح به جميع علماء الأدبيّة، فلا بدّ من جعلها
جمعا حينئذ لمدحرة بكسر الأوّل و الهاء أخيرا و زان مكسحة و مروحة، اللهمّ إلّا أن
يقال: إنّ مدحر بالكسر للآلة أيضا و جمع مفعل على مفاعل قد ورد في كلامهم مثل ملحف
و ملاحف و مقود و مقاود.
فقد تلخص
ممّا ذكرنا أنّ مداحر يصحّ جعلها جمع مدحر بالفتح للمكان و مدحر و مدحرة بالكسر
فيهما للآلة و نحوه (المزاجر) للامور الّتي