في الخطبة الّتي أشرنا اليها، أنّه لم
يكن يعرف زمان موته و مكانه.
و أمّا
الشّارح البحراني فمع كونه من فضلاء علماء الامامية قدّس اللَّه ضرايحهم كيف قصرت
يده عن الأخبار العامية و الخاصية المفيدة لعلم الأئمّة : بما كان و
ما يكون و ما هو كائن و لمعرفتهم : بوقت موتهم و موت شيعتهم، و أنّهم
يعلمون علم المنايا و البلايا و الانساب، و هذه الأخبار قريبة من التواتر بل
متواترة معنى و قد مضى جملة منها في تضاعيف الشّرح لا سيّما في شرح الفصل الثّاني
من الخطبة المأة و الثّامنة و العشرين، و يأتي شطر منها في مواضعها اللّايقة، و قد
روى المخالف و المؤالف قول أمير المؤمنين للحارث الأعور الهمداني:
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه و أعرفه
بنعته و اسمه و ما فعلا
فانّ من كان
حاضرا عند كلّ ميّت، عارفا بوقت موته كيف لا يعرف وقت موت نفسه.
و كفاك دليلا
على ما ذكرنا أنّ الكلينيّ قد عقد في الكافى بابا على ذلك، و قال:
باب أنّ
الأئمّة : يعلمون متى يموتون و أنّهم لا يموتون إلّا باختيار منهم، و
روى في ذلك الباب عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن عبد الحميد عن
الحسن بن الجهم قال: قلت للرّضا 7: إنّ أمير المؤمنين 7 قد
عرف قاتله و اللّيلة التّي يقتل فيها، و الموضع الّذي يقتل فيه، و قوله لما سمع
صياح الأوز في الدّار:
صوايح تتبعها
نوايح، و قول امّ كلثوم: لو صلّيت اللّيلة داخل الدّار و أمرت غيرك يصلّي بالنّاس
فأبى عليها، و كثر دخوله و خروجه تلك اللّيلة بلا سلاح، و قد عرف 7 ان
ابن ملجم قاتله بالسّيف كان هذا ممّا لم يحسن «لم يجز لم يحلّ خ ل» تعرّضه؟
فقال 7: ذلك كان و لكنه 7 خيّر في تلك اللّيلة لتمضى مقادير اللَّه
عزّ و جلّ.
و هذا الحديث
و إن كان ضعيفا عند بعض لكنّه سهل عند آخرين معتضد بأخبار أخر.
قال العلّامة
المجلسي (ره) في شرحه: منشا الاعتراض أنّ حفظ النّفس واجب عقلا و شرعا، و لا يجوز
إلقاؤها الى التّهلكة، فقال 7: ذلك كان و لكنّه خيّر