عن النّهاية
(المتّ) التوسّل و التوصّل بحرمة أو قرابة أو غير ذلك و (السّبب) في الأصل الحبل
الّذي يتوصّل به إلى ماء، ثمّ استعير لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء كقوله تعالى: وَ
تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ أى الوصل و المودّات و (الضبّ) الغضب و الحقد
و (المحتسب) طالب الحسبة، و هي الأجر و يقال احتسب عليه أى انكر و (سنّ) الأمر
بيّنه (و لكلّ ضلّة) في ما رأيناه من النّسخ بفتح الضّاد، و المضبوط في القاموس و
الاوقيانوس بكسرها، قال في القاموس: الضّلال و الضّلالة و الضلّ و يضمّ و الضّلضلة
و الاضلولة بالضمّ و الضلّة بالكسر و الضّلل محرّكة ضدّ الهدى إلى أن قال: و
الضلّة بالضمّ الحذق بالدّلالة و بالفتح الحيرة و الغيبة بخير أو شرّ و (اللّدم)
اللّطم و الضّرب بشيء ثقيل يسمع وقعه، و عن الصّحّاح اللّدم ضرب المرأة صدرها و
عضديها في النياحة.
الاعراب
الظاهر أنّ
جملة لا يمتّان إلى اللَّه استيناف بياني أو نحوى، و تحتمل الحال، و عن في قوله: و
عمّا قليل، بمعنى بعد، و ما زائدة على حدّ قوله تعالى: عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ و الباء في قوله: به، للسببيّة، و الضّمير
راجع إلى الضّب، و جملة يسمع في محلّ الجرّ صفة للمستمع.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة مسوقة لاقتصاص حال طلحة و الزبير في نكثهما بيعته 7 و نهوضهما
إلى حربه 7، و نبّه على أنّ غرضهما من البغي و الخروج اليه هو الملك و
الامارة، فأشار أوّلا إلى أنّ كلّا منهما يرى نفسه أحقّ بالامارة من الآخر و هو
قوله:
(كلّ واحد
منهما يرجوا الأمر) أى أمر الامارة، فاللّام للعهد (له) أى يرى
اختصاصه به (و يعطفه) أى يجذبه و يثنيه (عليه دون صاحبه) لمزعمه أنّه
أولى به منه حال كونهما (لا يمتّان) و لا يتوسّلان في الحرب و قتال
المسلمين (إلى اللَّه) تعالى (بحبل، و لا
يمدّان اليه بسبب) يعني أنّه لا حجّة لهما يعتذران بها إلى