و الأرض صفصفا، و التراب رمادا، و لا
انزلت عليكم من السماء قطرة، و لا أنبتّ لكم من الأرض حبّة، و يصبّ عليكم العذاب
صبّا.
و في النبوي
لو لا أطفال رضّع، و شيوخ ركّع، و بهائم رتّع لصّب عليكم العذاب صبّا.
و في الفقيه
عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللَّه 7 أنّه قال: إنّ سليمان ابن داود
7 خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقى فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها
إلى السّماء و هي تقول: اللّهمّ إنا خلق من خلقك لاغناء بنا عن رزقك، فلا تهلكنا
بذنوب بني آدم، فقال سليمان لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم.
و روى الرازي
عن رجل أنّه قال: أصاب النّاس في بعض الأزمنة قحط شديد فأصروا يستسقون، فلم يستجب
لهم، قال الراوى: فأتيت وقتئذ إلى بعض الجبال فاذا بظبية قلقة من كثرة العطش و
شدّة الهيام مبادرة نحو غدير هناك، فلما وصلت إلى الغدير و لم تجد فيها ماء تحيرت
و اضطربت و رفعت رأسها إلى السّماء تحرّكه و تنظر إليها، فبينما هى كذلك رأيت سحابة
ارتفعت و أمطرت حتّى امتلاء الغدير فشربت منه و ارتوت ثمّ رجعت.
ثمّ قال 7 (اللهمّ خرجنا إليك حين اعتكرت) أى تكررّت تشبيه
المعقول بالمحسوس (علينا حدابير السّنين) تشبيه السّنين بالحدابير من باب تشبيه
المعقول بالمحسوس و وجه الشّبه عقلى، و هو أنّ الحدابير كما تتعب راكبها فكذلك
السّنون تتعب أهلها كما لا يخفى.
(و اخلفتنا
مخائل الجود) أى الامارات التي توقع الجود في الخيال و أراد بها البرق و السّحاب
الّتي يظنّ أنّها تمطر و ليست بماطرة، فكأنها وعدت بالمطر فأخلفت و لم تف بوعده (فكنت
الرجاء للمبتئس) أى ذى البؤس الحزين (و البلاغ للملتمس) أى كفاية للطالب
المسكين (ندعوك حين قنط الانام) و يأس (و منع الغمام) و حبس (و هلك
السوام) أى الابل السائمة الرّاعية.
(ألّا
تؤاخذنا بأعمالنا و لا تأخذنا بذنوبنا) قال الشارح المعتزلي: الفرق بين
المؤاخذة و الأخذ أنّ الأول عقوبة دون الثاني لأنّ الأخذ هو الاستيصال و المؤاخذة
عقوبة