أقول: إن كان نصّ بذلك من أهل اللغة فلا
بأس، و إلّا فقولهم زيادة المباني تدلّ على زيادة المعاني يفيد عكس ما قاله، و كيف
كان ففي كلامه 7 دلالة على أنّ للذّنوب و المعاصي مدخليّة في منع
اللّطف و الرّحمة و استحقاق المؤاخذة و السخطة، و سرّ ذلك أنّ الجود الالهي لا بخل
فيه و لا مانع له من قبله سبحانه و إنما يصل إلى الموادّ بحسب القابلية و
الاستعداد، و المنهمكون في المعاصي راغبون عن اللّه تعالى و عن تلقّى آثار رحمته،
فهم لانهماكهم في الفساد اسقطوا أنفسهم عن الاستعداد، و حرىّ بمن كان كذلك أن يمنع
من الفيوضات و يحرم من البركات.
و قد روى في
الأخبار أنّ كلّا من أصناف الذّنوب تورث نوعا خاصّا من المؤاخذات الدّنيوية، مثل
ما رواه في الفقيه عن عبد الرحمن بن كثير عن الصادق 7 أنه قال:
إذا فشت
أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزّنا ظهرت الزلازل، و إذا امسكت الزكاة هلكت الماشية،
و إذا جار الحاكم في القضاء أمسك المطر من السماء، و إذا خفرت[1]
الذّمة نصر المشركون على المسلمين.
و في الكافي
عن أبان عن رجل عن أبي جعفر 7 قال قال رسول اللّه 6 خمس إن أدركتموهنّ فتعوّذوا باللّه منهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ
حتى يعلنوها إلّا ظهر فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا،
و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلّا اخذوا بالسنين و شدّة المؤنة و جور السلطان، و
لم يمنعوا الزّكاة إلّا منعوا القطر من السماء و لو لا البهائم لم يمطروا، و لم
ينقضوا عهد اللّه و عهد رسوله إلّا سلّط اللّه عليهم عدوّهم و أخذوا بعض ما في
أيديهم، و لم يحكموا بغير ما أنزل اللّه إلّا جعل اللّه بأسهم بينهم.
و عن أبي
حمزة عن أبي جعفر 7 قال وجدنا في كتاب رسول اللّه 6 إذا ظهر الزّنا من بعدي كثر موت الفجأة، و إذا طفّف المكيال و الميزان
أخذهم اللّه بالسنين و النقص، و إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزّرع و
للثمار و المعادن كلّها، و إذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم و العدوان، و
إذا نقضوا العهد سلّط اللّه عليهم عدوّهم، و إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في
أيدي الأشرار، و إذا
[1] خفر خفورا و خفرا نقض عهده و غدره كأخفره،
قاموس.