حيث جعل
الرّؤية بالعين أعلى المراتب لأنّه يحصل بها ما لا يحصل بغيرها، و أمّا الصّدّيقون
فلا تفاوت لهم بين السّماع و العيان، فقد قال سيّدهم و رئيسهم: لو كشف الغطاء ما
ازددت يقينا.
و حيث كانت
أهوال الآخرة و شدايدها أعظم من أن تعبّر باللّسان و تدرك بالآذان و يطّلع عليها
على ما هى عليها قبل خروج الأرواح من الأبدان (فليكفكم من
العيان السّماع و من الغيب الخبر) أى ليكفكم من معاينة تلك الأهوال سماعها و
ممّا غاب عنكم منها انبائها، و مما حجب منها أخبار المخبرين الصّادقين باخبارها
لتأخذوا لها عدّتها و تهيّئوا لها جنّتها.
(و اعلموا
أنّ ما نقص من الدّنيا و زاد في الآخرة خير ممّا نقص من الآخرة و زاد في الدّنيا) لأنّ ما
يزاد للآخرة فهو باق دائم و ما يزاد للدّنيا فهو فان زائل و أيضا في زيادة الدّنيا
طول الحساب و العقاب، و في زيادة العقبى مزيد الفوز و الثواب (فكم من
منقوص رابح) كما قال سبحانه: