الجود لأنّه مضطرّ إليه بهذه البواعث نعم
لو لم يكن غرضه إلّا الثّواب في الآخرة و تحصيل رضاء اللّه سبحانه و اكتساب فضيلة
الجود و تطهير النّفس من رذالة الشّح فهو الجواد و الموصوف بالسخاء.
إذا عرفت ذلك
فقد ظهر لك أنّ وضع المعروف في غير حقّه و عند غير أهله أو لرجاء العوض و المنفعة
فليس جوادا في الحقيقة و عند أهل المعرفة و البصيرة، كما نبّه به الامام 7 و نهى عنه.
ثمّ أرشد
7 إلى ما ينبغي القيام به لمن آتاه اللّه المال و الثّروة بقوله (فمن آتاه
اللّه مالا فليصل به) الرّحم و (القرابة) فقد روى في الوسائل
من الكافي باسناده عن السّكوني عن أبي عبد اللّه 7 قال: سئل رسول اللّه
6 أىّ الصّدقة أفضل، فقال: على ذى الرّحم الكاشح.
و بهذا
الاسناد عن رسول اللّه 6 قال: الصّدقة بعشرة و القرض
بثمانية عشر و صلة الاخوان بعشرين و صلة الرّحم بأربعة و عشرين.
و في الوسائل
أيضا عن الصّدوق قال: قال 7 لا صدقة و ذو رحم محتاج و باسناده عن شعيب
بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه : عن النّبيّ 6 في حديث المناهي قال: و من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله
ليصل رحمه أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر مأئة شهيد و له بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة و
محى عنه أربعون ألف سيّئة، و رفع له من الدّرجات مثل ذلك، و كان كأنّما عبد اللّه
عزّ و جلّ مأئة سنة صابرا محتسبا، هذا.
و قد مضى
جملة من منافع صلة الرّحم و مضارّ القطيعة و الأخبار المتضمّنة لهذا المعنى في شرح
الفصل الثّاني من الخطبة الثّالثة و العشرين فليراجع.
(و ليحسن
منه الضّيافة) قال الصّادق 7 لحسين بن نعيم الصحّاف في حديث رواه فى
الكافي: أتحبّ إخوانك يا حسين؟ قلت: نعم، إلى أن قال أ تدعوهم إلى منزلك؟ قلت: نعم
ما آكل إلّا و معى منهم الرّجلان و الثلاثة و الأقلّ و الأكثر، فقال أبو عبد اللّه
7: أما إنّ فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت