أمّا على
التّقدير الأول فلما أشار إليه بقوله (فان كنت شريكهم فيه فانّ لهم نصيبهم منه) و ليس لأحد
الشّريكين أن يطالب الشّريك الآخر بل اللّازم له أن يبدء بنفسه و يسلّمها إلى
أولياء المقتول ثمّ بالشريك الآخر.
و أمّا على
التّقدير الثّاني فلما أشار إليه بقوله (و إن كانوا و لوّه) و باشروه (دونى فما
الطّلبة) أى المطلوب (إلّا قبلهم) فاللّازم عليهم أن
يخصّوا أنفسهم بالمطالبة وحدهم (و إنّ أوّل عدلهم) الّذى جعلوه عذرا في
نقض البيعة و الخروج إلى البصرة حيث قالوا إنّما خرجنا للأمر بالمعروف و النّهى عن
المنكر و إقامة العدل و إماتة الباطل و إحياء الحقّ (للحكم على
أنفسهم) و الانكار للمنكر الذي أتوا به و اقتصاص الدّم الذي هجموا عليه قبل
الانكار، و الحكم على غيرهم لأنّ النّهى عن المنكر إنّما هو بعد التّناهى (و انّ
معى لبصيرتي) و عقلى (ما لبّست و لا لبّس علىّ) و قد مضى معنى هذه
الفقرة في شرح الخطبة العاشرة.
و يحتمل
احتمالا قويّا أن يكون المراد أنّه ما لبّست على نفسى و لا على النّاس أمرى و
أمورهم و لم يلبس أيضا رسول اللّه 6 الأمر علىّ بل ما
أقدم عليه في أمرى و أمر النّاس و ما أخبرني به النّبيّ 6 هو
الحقّ و بالاتباع أحقّ، و في هذا الكلام تعريض عليهم بأنّهم غابت عنهم عقولهم و
تاهت حلومهم، و أنّ ما أقدموا عليه أمر ملتبس، و أنّ خروجهم إنّما هو بهوى النّفس
و النّاس مدلّسون ملبّسون ثمّ قال: (و إنّها للفئة الباغية) يعنى أنّ
هذه الفئة للفئة الّتي أخبرني رسول اللّه ببغيها و خروجها علىّ حيث قال 6 لا تذهب اللّيالي و الأيام حتّى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال
له الحوأب امرأة من نسائى في فئة باغية، على ما تقدّم في رواية الاحتجاج في
التّنبيه الثاني من شرح الكلام الثّالث عشر، و قد قال 6: له 7 غير مرّة أنّك ستقاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين، أو
ما هذا معناه.
و تقدّم في
شرح الفصل الخامس من الخطبة الثّالثة في رواية غاية المرام