قوله أنت
تكفيني، جملة استفهاميّة محذوفة الأداة، و جملة ما أعزّ اللّه آه تحتمل الخبر و
الدّعاء، و قوله إن أبقيت متعلّقه محذوف بقرينة سابقة أى إن أبقيت علىّ.
المعنى
قال الشّارح
المعتزلي: اعلم أنّ هذا الكلام لم يكن بحضرة عثمان و لكن أعوانه روى عن إسماعيل بن
خالد عن الشّعبي أنّ عثمان لمّا كثرت شكايته من عليّ 7 أقبل لا يدخل
إليه من أصحاب رسول اللّه 6 إلّا شكا إليه عليّا، فقال زيد بن
ثابت الانصارى و كان من شيعته و خاصّته، أفلا أمشي إليه فاخبره بموجدتك فيما يأتي
إليك؟ قال: بلى، فأتاه زيد و معه المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي و عداده في بني
زهرة و امه عمّة عثمان بن عفّان في جماعة، فدخلوا فحمد زيد اللّه و أثنى عليه ثمّ
قال:
أمّا بعد
فانّ اللّه قدّم لك سلفا صالحا في الاسلام و جعلك من الرّسول بالمكار الّذى أنت به
فأنت للخير كلّ الخير أهل، و أمير المؤمنين عثمان ابن عمّك و وليّ هذه الامّة فله
عليك حقّان: حقّ الولاية، و حقّ القرابة، و قد شكاك إلينا أنّ عليا يعرض و يردّ
أمرى علىّ، و قد مشينا إليك نصيحة لك و كراهيّة أن يقع بينك و بين ابن عمّك أمر
نكرهه لكما، قال: فحمد عليّ 7 و أثنى عليه و صلّى على رسوله 6 ثمّ قال:
أمّا بعد فو
اللّه ما أحبّ الاعتراض و لا الرّد عليه إلّا أن يأبي حقّا للّه لا يسعني أن أقول
فيه إلّا بالحقّ، و واللّه لأكفّن فيه ما وسعنى الكفّ.
فقال
المغيرة بن الأخنس و كان رجلا و قاصا و كان من شيعة عثمان و خلصائه إنّك و
اللّه لتكفنّ عنه أو لتكفّن عنه فانّه أقدر عليك منك عليه و إنّما أرسل هؤلاء
القوم من المسلمين إعذارا ليكون الحجّة عندهم عليك.
فقال له
عليّ 7 يابن اللّعين الأبتر و الشجرة التي لا أصل لها و لا فرع