يا بن
اللّعين الابتر و الشّجرة الّتي لا أصل لها و لا فرع أنت تكفيني فو اللّه ما أعزّ
اللّه من أنت ناصره، و لا قام من أنت منهضه، اخرج عنّا أبعد اللّه نواك، ثمّ ابلغ
جهدك فلا أبقى اللّه عليك إن أبقيت.
اللغة
(الأبتر)
المنقطع عن الخير و قيل الأبتر الّذي لا عقب له و منه الحمار الأبتر الّذي لا ذنب
له، قوله: (و لا قام) في بعض النسخ و لا أقام بالهمزة و (النّوى) القصد الّذي
ينويه المسافر من قرب أو بعد هكذا في شرح البحراني، و قال الطريحى: النّوى بالفتح
البعد و منه حديث علىّ للمغيرة بن الأخنس أبعد اللّه نواك من قولهم بعدت نواهم إذا
بعدوا بعدا شديدا، و في بعض النسخ أبعد اللّه نوأك بفتح النّون و سكون الواو و
بعدها همزة و هو النّجم و جمعه أنواء و هى النّجوم الّتي كانت العرب تنسب اليها و
كانوا إذا دعوا على إنسان قالوا أبعد اللّه نوأك، أى خيرك.
قال أبو
عبيدة في محكيّ كلامه: هى أى الأنواء ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة
السّنة يسقط منها في كلّ ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع الآخر
مقابله من ساعته، و انقضاء هذه الثمانية و العشرين مع انقضاء السّنة و كانت العرب
في الجاهليّة إذا سقط منها نجم و طلع الآخر قالوا لا بدّ أن يكون عند ذلك مطر
فينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى النّجم و يقولون و مطرنا بنوء كذا قال: و يسمّى
نوءا لأنّه إذا سقط الساقط منها بالمغرب نأى الطالع بالمشرق، و ذلك النهوض هو
النّوء فسمّى النّجم به.
و قوله: (ثمّ
ابلغ جهدك) أمر من افعل أو فعل و كلاهما مروىّ، و الجهد بالضمّ الطّاقة و بالفتح
المشقّة و هما مرويّان أيضا و (أبقيت) على فلان أى راعيته و رحمته