مضيئة في الجبهة فيكون معنى كلامه 7 هيهات أن تلمع بكم لوامع العدل و إشراق وجهه، و يمكن فيه أيضا وجه آخر و
هو أن ينصب سرار على الظّرفية و يكون التقدير هيهات أن اطلع بكم الحق زمان استسرار
العدل و استخفائه، فيكون حذف المفعول و حذفه كثير، انتهى و عن الكندري قال في
محكيّ كلامه و سرار العدل أى في سرار فحذف حرف الجرّ و وصل الفعل، و قيل أى هيهات
أن اظهر بمعونتكم ما خفى و استسرّ من اقمار العدل و أنواره، انتهى و هو أولى ممّا
ذكره الشارح المعتزلي و الأظهر ما ذكرناه (أو اقيم اعوجاج
الحقّ) أى ما اعوجّ منه بسبب غلبة الضّلال و الجهّال عليه.
تعريض ثمّ
نبّه على برائة ساحته و تزكية نفسه في أمر الخلافة فقال (اللّهمّ انّك
تعلم انّه لم يكن الذى كان) وقع (منّا) و هو الرّغبة في
الخلافة أو الحروب أو الجميع (منافسة في سلطان) و حرصا عليه (و التماس
شيء من فضول الحطام) أى طلبا لشيء من زخارف الدّنيا و زينتها السّاقطة عن
درجة الاعتبار الغير المحتاج إليها (و لكن لنردّ المعالم من دينك) أى الآثار
الّتي يهتدى بها فيه (و نظهر الاصلاح في بلادك) و نرفع الفساد عنها (فيأمن
المظلومون من عبادك و تقام المعطّلة من حدودك) و لا يخفى ما في هذه
الجمل من التّعريض على المتقدّمين المنتحلين للخلافة و الاشارة إلى أنّ طلبهم لها
إنّما كان تنافسا في الملك و السّلطنة، و رغبة في القنيات الدّنيويّة، و إلى أنّ
أنوار الدّين في زمانهم قد انطمست، و آثار الشّرع المبين قد اندرست، و أنّه شاع
الفساد في البلاد و غلب الجور و الظّلم على العباد و تعطّل الحدود و الأحكام و
تغيّر الحلال و الحرام.
ثمّ انّه
لمّا بيّن أنّ طلبه للخلافة لم يكن للدّنيا أكّد هذا المعنى بقوله (اللّهمّ
إنّي أوّل من أناب) و رجع إليك (و سمع) دعوة الرّسول 6 (و أجاب) إليه (لم
يسبقني إلّا رسول اللّه 6 بالصّلاة) أمّا كون
هذه الجملة تأكيدا لما سبق فلأنه إذا كان أوّل النّاس اسلاما مع عدم كون الاسلام
معروفا حينئذ متوقّعا به الانتفاع في الدّنيا لا بدّ و أن يكون إسلامه للّه سبحانه
و ابتغاء لرضاه، و من كان هذا حاله