responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 206

فأسلموا و أسلم الأحنف.

(كأنّي به) أي عليّ بن محمّد صاحب الزّنج‌ (و قد سار بالجيش الّذي لا يكون له غبار) أصلا أو الغبار الشّديد الذي جرت العادة بسطوعها عند مسير الجيوش و الفرسان و ثورانها من حوافر الخيل‌ (و لا لجب) و صياح‌ (و لا قعقعة لجم و لا حمحمة خيل) إذ لم يكونوا ركبا بل كانوا مشاة حفاة استعاره بالكنايه‌ (يثيرون الأرض بأقدامهم كأنّها أقدام النّعام) تشبيه‌ أقدامهم بأقدام النعام‌ لكونها في الأغلب قصارا عراضا منتشرة الصدر مفرّجات الأصابع كما في النّعام، و أراد باثارتهم الأرض بأقدامهم شدّة وطئهم لها، و كنّى بها عنها و ما قيل: من أنّ المعنى أنهم يثرون التراب بأقدامهم لأنّ أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل ففيه أنه لا يلائم ظاهر قوله لا يكون له غبار إلّا أن يحمل المنفيّ على الغبار الشّديد حسبما قدّمناه.

ثمّ قال: (ويل لسكككم العامرة) أي لطرقكم المستوية و أزّقتكم المعمورة (و الدّور المزخرفة) المموّهة بالزّخرف و الذّهب‌ (الّتي لها أجنحة كأجنحة النّسور) أراد بأجنحة الدّور رواشنها و ما يعمل من الأخشاب و البواري بارزة عن السّقوف حفظا للحيطان و غيرها عن الأمطار و شعاع الشمس‌ (و خراطيم كخراطيم الفيلة) أراد بخراطيمها ميازيبها التي تعمل من الخوص على شكل خرطوم الفيل و تطلى بالقار يكون نحوا من خمسة أذرع أو أزيد تدلى من السّطوح ليسيل منها ماء المطر و يحفظ السّطوح و الحيطان‌ (من أولئك الذين لا ينتدب قتيلهم) قيل إنه وصف لهم لشدّة البأس و الحرص على القتال و لا يبالون بالموت، و قيل: لأنهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل و ولد ممّن عادتهم النّدبة (و لا يفتقد غائبهم) لكثرتهم و كونهم إذا قتل منهم قتيل سدّ مسدّه غيره، أو لكونهم غرباء ليس لهم أقرباء من شانهم افتقاد الغائب.

ثمّ قال: كنايه‌ (أنا كابّ الدّنيا لوجهها) كناية عن عدم التفاته إليها كما حكي مثله عن عيسى أنه قال: أنا الّذي كببت الدّنيا على وجهها ليس لي زوجة تموت و لا بيت يخرب و سادى الحجر و فراشى المدر و سراجى القمر، أو أراد به علمه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست