responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 207

بأسرارها و بواطنها كما يقال قلّب الأمر ظهرا لبطن.

(و قادرها بقدرها) أي معامل لها بمقدارها (و ناظرها بعينها) أي ناظر إليها بعين البصيرة و العبرة، أو أنظر إليها نظرا يليق بها و هو نظر الحقارة و الذّلة.

كما يشهد به ما رواه في غاية المرام من رسالة الأهواز للصّادق 7 قال:

قال عليّ بن الحسين سمعت أبا عبد اللّه الحسين 8 يقول: حدّثني أمير المؤمنين 7 قال: إنّي كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة، قال: فاذا أنا بامرئة قد قحمت عليّ و في يدي مسحاة أعمل بها، فلمّا نظرت إليها طار قلبي ممّا تداخلني من جمالها، فشبّتهها بثنية بنت عامر الجمحي و كانت من أجمل نساء قريش، فقالت: يابن أبي طالب هل لك أن تزوّج بي فاغنيك عن هذه و أدّلك على خزائن الأرض فيكون لك المال ما بقيت و لعقبك من بعدك؟ فقلت لها: من أنت حتّى أخطبك من أهلك؟ قالت: أنا الدّنيا، قلت لها: ارجعي و اطلبي زوجا غيري، و أقبلت على مسحاتي و أنشأت أقول:

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّة

و ما هي إن غرّت قرونا بطائل‌

أتتنا على زىّ العزيز ثنيّة

و زينتها في مثل تلك الشّمائل‌

فقلت لها غرّي سواى فانّني‌

عروف عن الدّنيا و لست بجاهل‌

و ما أنا و الدّنيا فانّ محمّدا

أحلّ صريعا بين تلك الجنادل‌

وهبها أتتنا بالكنوز و درّها

و أموال قارون و ملك القبائل‌

أليس جميعا بالفناء مصيرها

و تطلب من خزّانها بالطّوائل‌

فغرّي سواي انّني غير راغب‌

بما فيك من ملك و عزّ و نائل‌

فقد قنعت نفسي بما قد رزقته‌

فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل‌

فانّي أخاف اللّه يوم لقائه‌

و أخشى عذابا دائما غير زائل‌

فخرج من الدّنيا و ليس في عنقه تبعة لأحد حتّى لقى اللّه سبحانه محمودا غير ملوم و لا مذموم، ثمّ اقتدت به الأئمّة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطّخوا بشي‌ء

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست