أى أهل الاسلام و هذه كلّها تدلّ على أنّ
مرتكب الكبيرة لا يخرج بذنبه من حدّ الاسلام إلى الكفر ثمّ نبّه على اتّصافهم
بالغفلة و الجهالة، و هلكهم في أودية الضّلالة فقال
(ثمّ أنتم شرار النّاس) بخروجكم على الامام الحقّ و بغيكم على
من هو بالاتباع أحقّ (و من رمى به الشيطان مراميه) من طرق الضّلال التي يقودكم بوساوسه إليها
(و ضرب به تيهه) و وجهه إليه
(و سيهلك فيّ صنفان محبّ مفرط) مجاوز للحدّ (يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ)
كالغلاة و هم فرق كثيرة اتّفق كلّهم لعنهم اللّه على إبطال الشرائع كما نبّه عليه
البرسى في مشارق الأنوار منهم السّبائية و هم أصحاب عبد اللّه بن سبا و هو أوّل من
غلاكما مرّ في شرح الكلام الثامن و الخمسين و كان يهوديّا يتستّر بالاسلام و
ينتحله و مذهبه أنّ اللّه لا يظهر إلّا في أمير المؤمنين وحده، و أنّ الرسل كانوا
يدعون إلى عليّ 7 و أنّ الأئمة أبوابه فمن عرف أنّ عليّا خالقه و رازقه
سقط عنه التكليف، و في شرح المعتزلي قال السبائية إنّ عليّا لم يمت و الرّعد في
السّماء صوته و البرق ضوءه و إذا سمعوا صوت الرّعد قالوا: السّلام عليك يا أمير
المؤمنين و منهم الخصيّية أصحاب يزيد بن الخصيب و عنده أنّ اللّه لا يظهر إلّا في
أمير المؤمنين و الأئمة من بعده، و أنّ الرّسل هو أرسلهم يحثّون عباده على طاعته و
أنّ عمر هو ابليس الا بألسة و أنّ ظلمة زريق قديمة مع نور علىّ لأنّ الظّلمة عكس
النّور و منهم المفوّضة و هم قالوا إنّ اللّه فوّض الخلق و الأمر و الموت و الحياة
و الرّزق إلى عليّ و الأئمة :، و إنّ الذي يمرّ بهم من الموت فهو على
الحقيقة و انّ الملائكة يأتيهم بالأخبار و منهم من يقول: إنّ اللّه يحلّ في هذه
الصّورة و يدعو بنفسه إلى نفسه إلى غير ذلك من مزخرفاتهم التي لا يجوز تضييع
الأوقات في نقلها و حكايتها، و فرقهم تزيد على عشرين حسبما ذكره البرسي في مشارق
الأنوار و غيره، و بالجملة فهؤلاء كلّهم