responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 163

الفرار لا يزيد في عمر الفارّ و لا يحجز بينه و بين اليوم الذي قدّر فيه موته كما قال تعالى في حقّ المنافقين المعتلّين في الرّجوع يوم الأحزاب بأن بيوتهم عورة:

قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً.

يعنى قل للّذين استأذنوك في الرّجوع و اعتلّوا بأنّ بيوتهم يخاف عليها: لن ينفعكم الفرار من الموت أو القتل، إن كان حضر آجالكم فانه لا بدّ من واحد منهما و لا ينفعكم الهرب و الفرار، و إن لم يحضر آجالكم و سلمتم من الموت أو القتل في هذه الوقعة لم تمتّعوا في الدّنيا إلّا أياما قلائل.

ثمّ أكّد الحثّ عليهم بالترغيب و التشويق فقال‌ (من) هو (رائح إلى اللّه) و ذاهب إلى رضوان اللّه سبحانه‌ (كالظمآن) العطشان‌ (يرد الماء) و يروى غلته‌ (الجنّة تحت أطراف العوالي) و أسنّة الرّماح و تحت ظلال السيوف‌ (اليوم تبلى الأخبار) أى أخبار الحرب من الثبات و الفرار و يمتحن السرائر و الضمائر من الايمان و النفاق و الشجاعة و الجبن و غيرها، أو يمتحن الأخيار من الأشرار (و اللّه لأنا أشوق) و أرغب‌ (إلى لقائهم) أي الأعداء (منهم إلى ديارهم) ثمّ دعا عليهم بقوله:

(أللّهم فان ردّوا الحقّ) و أرادوا إبطاله‌ (فافضض جماعتهم و شتّت كلمتهم) أي بدّل اجتماعهم بالافتراق و اتّفاق قولهم بالاختلاف و النفاق الموجب للهزيمة (و أبسلهم بخطاياهم) أى اهلكهم و أسلمهم إلى الهلاك و لا تنصرهم بما اكتسبوا من الاثم و الخطاء كما قال سبحانه:

وَ ذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَ لَهْواً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ ذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَ لا شَفِيعٌ وَ إِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست