فوجب أن يجوز
الثاني، و من النّاس من قال معنى ذلك هلّا اجزء امرء قرنه فيكون تحضيضا محذوف
الصّيغة، انتهى أقول: معنى التحضيض في الماضي التوبيخ و اللّوم على ترك الفعل و في
المضارع الحضّ على الفعل و الطلب له، و هذا الكلام له 7 كما ترى وارد
في معرض الحثّ و الترغيب لا اللّوم و التوبيخ، فلا بدّ أن يجعل هلّا هنا على تقدير
حذفها حرف عرض، مجاز و قوله: من رائح إلى اللّه رائح خبر لمبتدأ محذوف و الجملة
صلة من، و في بعض النسخ الرائح إلى اللّه كالظمآن، و هو الأوفق، و يجوز على الأوّل
كون خبر من لفظ كالظمآن و جملة يرد صفة للظمآن، و يجوز كون كالظمآن صفة لرائح و
خبر من جملة يرد، و على ذلك فلا بدّ أن يراد بالماء الحياة الأبد على سبيل المجاز
و في بعض النسخ كالظمآن يرد إلى الجنّة، و هو يؤيّد كون جملة يرد خبرا كما هو
ظاهر.
المعنى
اعلم أنّ
الشارح المعتزلي بعد تقطيعه في الشرح هذا الكلام له 7 على فصول ثلاثة
قال في شرح الفصل الثّاني منه و هو قوله: اجزء امرء قرنه إلى قوله و ابسلهم
بخطاياهم: و هذه الألفاظ لا يتلو بعضها بعضا و إنما هى منتزعة من كلام طويل
انتزعها الرضيّ (ره) و اطرح ما عداها أقول: و ما ظفرت بعد على تمامه، و المستفاد
من الروايات الآتية في التكملة الآتية أنه ليس منتزعا من كلام واحد، بل منتزع من
كلام متعدّد حسبما تطلع عليه و كيف كان فالغرض منه حثّ أصحابه على الجهاد و تحريضهم
و تعليمهم آداب الحرب و رسومها قال 7 (فقدّموا الدارع) اللّابس
للدّرع (و أخّروا الحاسر) العارى عنه لأنّ سورة الحرب و شدّتها تلتقى و
تصادف، الأول فالأول، فوجب أن