الحكومة أمرى و نخلت لكم مخزون رأيى لو
كان يطاع لقصير أمر، فأبيتم علىّ إباء المخالفين الجفاة و المنابذين العصاة اه، و
قوله 7 هنا: و لكن بمن و إلى من، و من المعلوم أنّ ترك الأصلح إذا لم
يمكن العمل بالأصلح مما لا فساد فيه، و لا ريب في عدم امكان حربه 7 بعد
رفعهم المصاحف و افتراق أصحابه و نفاق جيشه على ما سمعت و الحاصل أنّ الاعتراض
إنما كان يرد عليه لو كان تركه العقدة طوعا و اختيارا لا جبرا و اضطرارا، فظهر من
ذلك كلّه أنّ المصلحة الكامنة كانت في النهى عن الحكومة و لما نهاهم عنها فلم
ينتهوا و أصرّوا على المخالفة أجابهم اليها، خوفا من شقّ عصا الجماعة، و حقنا
لدمه، فكانت المصلحة بعد المخالفة و الاصرار و ظهور النفاق و الافتراق في الاجابة
إليها.
و إلى هذا
يشير بقوله (أما و اللَّه لو أنّى حين) ما (أمرتكم
بما أمرتكم به) من المصالحة و التحكيم اجابة لكم و قبولا لمسألتكم مع إصراركم فيها
اغترارا منكم بمكيدة ابن النّابغة، و افتتانا بخديعته، تركت الالتفات إليكم و لم
اجب إلى مأمولكم (حملتكم) أى ألزمتكم (على المكروه
الذي) هو الثبات على الحرب و الجدّ في الجهاد حيث كرهته طباعهم و تنفروا
عنها بطول المدّة بهم و أكل الحرب أهلها و هو الذي (يجعل اللَّه فيه
خيرا كثيرا) و هو الظفر و سلامة العاقبة كما نطق به الكتاب العزيز حيث قال:
ثمّ لما كان
الوجوه المتصوّرة من أحوالهم حين حملهم على المكروه و فرض أمرهم بالجهاد ثلاثة
أشار إليها و أردف كلّ وجه بما يترتّب عليه و هو قوله، (فان استقمتم) و أطعتم
أمرى (هديتكم) إلى وجوه مصالح الحرب و طرق