ثمّ انه 7 بعد ما ذكر جملة من فضايله و فضائل آله الطّاهرين سلام اللَّه عليهم
أجمعين أردف ذلك بالاشارة إلى وجوب اتّباعهم و أخذ معالم الدّين عنهم عليهم
السّلام فقال (ألا و إنّ شرايع الدّين) و طرقه أى قواعده و قوانينه (واحدة و
سبله قاصدة) أى معتدلة مستقيمة و هي ما دلّ عليها أهل بيت العصمة و الطهارة،
لأنهم أولياء الدّين و أبواب الايمان و امناء الرّحمن و الأدلّاء على الشريعة و
الهداة إلى السنة (من أخذ بها) و اتّبع أئمة الهدى سلك الجادّة الوسطى و (لحق) بالحقّ (و غنم) النعمة
العظمى (و من وقف عنها) و انحرف عن الصراط الأعظم و السّبيل الأقوم و
أخذ في أمر الدين بطرق الأقيسة و وجوه الاستحسانات العقلية، أو رجع فيه إلى الهمج
الرعاع و أئمة الضّلال العاملين فيه لعقولهم الفاسدة و آرائهم الكاسدة (ضلّ و
ندم) و قد تقدّم في شرح الكلام السادس عشر و السابع عشر و الثامن عشر ما
ينفعك في هذا المقام.
ثمّ أمر
بتحصيل الزاد ليوم المعاد فقال 7 (اعملوا اليوم
تذخر له الذخائر) و هى الأعمال الصّالحة (و تبلى فيه السرائر) الغرض بالوصف إمّا
تخصيص الموصوف أو التهويل حثا بالعمل كما في قوله سبحانه:
و الجملة
الثانية مأخوذة من الكتاب العزيز قال تعالى: يوم تبلى السرائر، أى تختبر و السرائر: ما أسرّ
القلوب من العقائد و النيات و غيرها و ما خفى من الأعمال قال الطبرسي: و السّرائر أعمال بني
آدم و الفرائض ما أوجبت عليه و هى سرائر في العبد تختبر تلك السرائر يوم القيامة
حتّى يظهر خيرها و شرّها.
و عن معاذ بن
جبل قال: سألت النبيّ ما هذه السرائر التي تبلى بها العباد يوم القيامة؟ قال 6 سرائركم هي أعمالكم من الصّلاة و الزكاة، و الصيام و الوضوء و
الغسل من الجنابة و كلّ مفروض لأنّ الأعمال كلّها سرائر خفيّة فان شاء قال صلّيت و
لم يصلّ، و إن شاء قال توضّأت و لم يتوضّ، فذلك قوله: يوم تبلى السرائر هذا.