إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» قال الأعرابي: مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و اقرّ
أنّك رسول اللَّه، فأىّ شيء لي عندك إن آتيك بأهلي و بني عمّي مسلمين؟ فقال له
النّبي 6: لك عندي ثمانون ناقة حمر الظهور، بيض
البطون، سود الحدق، عليها من طرايف اليمن و نقط[1]
الحجاز.
ثمّ التفت
النبيّ 6 إلى عليّ بن أبي طالب 7 و قال 6: اكتب يا أبا الحسن بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم أقرّ محمّد بن
عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف و أشهد على نفسه في صحّة عقله و
بدنه و جواز أمره أنّ لأبي الصّمصام عليه و عنده و في ذمّته ثمانين ناقة حمر
الظهور، بيض البطون، سود الحدق عليها من طرايف اليمن و نقط الحجاز، و أشهد عليه
جميع أصحابه.
و خرج أبو
الصّمصام إلى أهله، فقبض النبيّ 6، فقدم أبو الصّمصام
و قد أسلم بنوعيس كلّها، فقال أبو الصّمصام: ما فعل رسول اللَّه 6؟ قالوا: قبض، قال:
فمن الوصىّ
بعده؟ قالوا ما خلف فينا أحدا، قال: فمن الخليفة بعده؟ قالوا: أبو بكر فدخل أبو
الصمصام المسجد فقال: يا خليفة رسول اللَّه 6 إنّ لي على
رسول اللَّه 6 دينا ثمانين ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود
الحدق عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز، فقال أبو بكر يا أخا العرب سألت ما فوق
العقل، و اللَّه ما خلف فينا رسول اللَّه 6 لاصفراء و لا
بيضاء، خلف فينا بغلته الذلول، و درعه الفاضلة فأخذها عليّ بن أبي طالب، و خلف
فينا فدكا فأخذناها بحقّ، و نبينا محمّد 6 لا يورث.
فصاح سلمان:
كردى و نكردى و حق أمير بردى، ردّ العمل إلى أهله ثمّ مدّ يده إلى أبي الصّمصام
فأقامه إلى منزل عليّ بن أبي طالب 7 و هو يتوضّأ وضوء الصّلاة، فقرع
سلمان الباب، فنادى عليّ 7: ادخل أنت و أبو الصّمصام العيسى
[1] لم أجد لفظ النقط في كتب اللغة و الظاهر انه تحريف من النساخ
و الصحيح نمط الحجاز و هو ثوب من صوف ذو ألوان و يقال أيضا لما يفرش من مفارش
الصوف الملوّنة، منه.