(انما يخرج في مثل هذا رجل ممّن ارضاه
من شجعانكم و ذوى بأسكم) و شجاعتكم.
ثمّ أشار
7 إلى وجوه الفساد في خروجه بنفسه بقوله (و لا ينبغي لى أن
أدع الجند و المصر و بيت المال و جباية الأرض) أى جمع ما فيها و
خراجها (و القضاء بين المسلمين) و فصل خصوماتهم (و النظر في حقوق
المطالبين) و دفع ظلاماتهم و غير ذلك مما فيه نظام الدولة و انتظام المملكة و
مهام العباد و قوام البلاد (ثم اخرج في كتيبة أتبع) في كتيبة (أخرى
أتقلقل) أى أضطرب تشبيه (تقلقل القدح في الجفير الفارغ) من السهام،
و الغرض التّشبيه في اضطراب الحال و الانفصال عن الجنود و الاعوان بالقدح الذي لا
يكون حوله قداح تمنعه من التّقلقل و لا يستقرّ مكانه.
و قال الشارح
البحراني: شبّه خروجه معهم بالقدح في الجفير، و وجه الشّبه أنّه كان قد نفد الجيش
و أراد أن يجهّز من بقي من النّاس في كتيبة اخرى فشبّه نفسه في خروجه في تلك
الكتيبة وحده مع تقدم أكابر جماعة و شجعانها بالقدح في الجفير الفارغ في كونه
يتقلقل، و في العرف يقال للشريف إذا مشى في حاجة ينوب فيها من هو دونه و ترك
المهام التي لا تقوم إلّا به ترك المهمّ الفلاني و مشى يتقلقل على كذا، و الأشبه
ما ذكرنا تشبيه مجمل (و إنما أنا قطب الرّحى تدور علىّ و أنا بمكاني) شبّه 7 نفسه بالقطب و امور الامارة و الخلافة المنوطة عليه بالرحى و وجه الشّبه
دوران تلك الامور عليه دوران الرّحى على القطب كما أشار إليه بقوله: تدور
علىّ، و هو من قبيل التشبيه المجمل المقرون بذكر وصف المشبّه به كما في
قولها: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها.
كنايه و
قوله (فاذا فارقته استحار مدارها و اضطرب ثفالها) إشارة إلى الغرض من
التشبيه و هو فساد الامور المذكورة و اضطرابها بمفارقته 7 لها و
انتقاله 7 عن مكانه، و كذلك يبطل الغرض المقصود من الرّحا بارتفاع
قطبها و انتفائه، و معنى استحار مدارها على تفسير الشّارح
المعتزلي اضطراب دورانها و خروجه عن الحركة