عن القتال حتّى قتل عمار فتيقّن ضلالة
القاسطين و قاتل حتّى قتل كما مرّ مشروحا في تذييل الكلام الخامس و الستين و أمّا
في ساير الوقايع و الحروب التي كانت في زمن الرسول 6
فقد زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ و ظنّوا باللّه الظّنونا و اضطرب المؤمنون
وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً و دارت أعين المنافقين كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ و
قالوا:
ما
وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ف وَ كَفَى
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بوجوده 7 وَ كانَ اللَّهُ
قَوِيًّا عَزِيزاً و انزل في حقه 7 و في عمّه حمزة و أخيه جعفر مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ
قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
و إلى شدّة
تلك الفتن و ظلمتها أشار بقوله كنايه (بعد أن ماج غيهبها) و كنّى بتموّج،
ظلمتها عن شمول ظلّ لها لأنّ الظلمة إذا تموجّت شملت أماكن كثيرة غير الأماكن التي
تشملها لو كانت ساكنة و إلى غلبة شرّها و أذاها بقوله (و اشتدّ كلبها) ثمّ أشار
إلى فضيلة علمه بقول ما زال يقوله و هو قوله: (فاسألوني قبل أن
تفقدوني) قال الشارح المعتزلي روى صاحب كتاب الاستيعاب و هو أبو عمر محمّد بن
عبد البر عن جماعة من الرّواة و المحدّثين قالوا لم يقل أحد من الصحابه عنهم سلونى
إلّا عليّ ابن أبي طالب، و روى شيخنا أبو جعفر الاسكافي في كتاب نقض العثمانية عن
عليّ بن الجعد عن ابن شبرمه قال: ليس لأحد من النّاس أن يقول على المنبر سلوني
إلّا عليّ بن أبي طالب 7.