استخدام مجاز (و خلق
الآجال فأطالها و قصّرها و قدّمها و أخّرها) قال في البحار:
الأجل محرّكة مدّة الشيء و غاية الوقت في الموت[1]
و حلول الدّين، و تعليق الاطالة و التقصير على الأوّل واضح، و أما التقديم و
التأخير فيمكن أن يكون باعتبار أنّ لكلّ مدة غاية و حينئذ يرجع التقديم إلى
التقصير و الاطالة إلى التأخير، و يكون العطف للتفسير تأكيدا، و يحتمل أن يكون
المراد بالتقديم جعل بعض الأعمار سابقا على بعض و تقديم بعض الامم على بعض مثلا،
فيكون تاسيسا، و يمكن أن يراد بتقديم الآجال قطع بعض الأعمار لبعض الأسباب كقطع
الرّحم مثلا كما ورد في الأخبار و بتأخيرها مدّها لبعض الاسباب فيعود الضمير في
قدّمها و أخّرها إلى الأجل بالمعنى الثاني على وجه الاستخدام أو نوع من التجوّز في
التعليق كما مرّ (و وصل بالموت أسبابها) الضمير راجع إلى الآجال، و المراد
باتّصال أسبابها به على كون الأجل بمعنى مدّة العمر هو اتصال أسباب انقضاء الآجال
به، و على المعنى الثاني هو اتصال أسباب نفس الآجال به، و المراد بالأسباب على ذلك
هى بعض الأمراض المفضية إلى الموت و نحوها من الأسباب المؤدّية إليه.
استعاره (و جعله
خالجا لأشطانها) أى جعل الموت جاذبا لحبائل الآجال إليه و أراد بها الأعمار تشبيها
لها بالأشطان في الطول و الامتداد، و استعار لفظ الخلج للموت