و منها أن يكون قلبه بعد الافطار
مضطربا بين الخوف و الرّجاء
إذ لا يدرى
أنّ صومه مقبول فهو من المقرّبين أو مردود فهو من المحرومين.
مرّ بعض
أصحاب العقول بقوم يوم عيدهم و هم ضاحكون مستبشرون فقال:
إنّ اللّه
سبحانه جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته فسبق أقوام ففازوا و تخلّف
أقوام فخابوا فالعجب كلّ العجب للضاحك اللّاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون و
خاب فيه المبطلون.[1] و أمّا
صوم أخص الخواصّ فصوم القلوب عن الهمم الدّنيوية و الأغراض الدّنية و كفّه عن
التوجّه إلى ما سوى اللّه بالكلّية لدوام استغراقه بالحقّ عن الالتفات بغيره،
فالفطر في هذا الصّوم الذي هو فيه هو الفكر فيما سوى اللّه و اليوم الآخر و صرف
الهمة في غير طاعة اللّه و طاعة رسوله 6 من أغراض
النفس و مقاصد الطبع
(و) السابع (حجّ
البيت و اعتماره فانّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب) أى يغسلانه و
يطهّرانه و قد مضى الكلام في فضل الحجّ و المشاعر العظام و فضل البيت الحرام بما
لا مزيد عليه في شرح الفصل الثامن عشر من فصول الخطبة الاولى، و نورد هنا ما لم
يسبق ذكره هناك.
فأقول: تعليل
الحجّ و الاعتمار بنفى الفقر و رحض الذنب إشارة إلى أنّ فيهما جمعا بين منفعة
الدنيا و منفعة الآخرة و إلى ذلك أشار سبحانه في سورة الحجّ بقوله:
قال ابن
عباس: يعنى بالمنافع التجارات، و قال سعيد بن المسيّب و عطيّة: هى منافع
[1] هذا الذى ذكره المصنف« قد» عن بعض أصحاب العقول نسبه الفاضل
النراقى أعلا اللّه مقامه في« جامع السعادات» الى الامام( ع) حيث قال: روى أنّ
الامام أبا محمد الحسن المجتبى( ع) مرّ بقوم يوم العيد و هم يضحكون فقال( ع) انّ اللّه
تعالى« إلخ» إلّا أنّ فيه« لطاعته» بدل« بطاعته» و قال في آخره: أما و اللّه لو
كشف الغطا لاشتغل المحسن باحسانه و المسىء عن اسائته« المصحح»