قال
الطّبرسيّ: أى رملا سائلا مستأثرا عن ابن عباس و قيل: المهيل الذى اذا وطأه القدم
زلّ من تحتها و إذا اخذت أسفله انهار أعلاه، عن الضحاك، و المعنى أنّ الجبال تنقلع
من اصولها فتصير بعد صلابتها كالرّمل السّائل و دلّ بعضها بعضا
من هيبة جلاله و مخوف سلطنته، و يشهد به قوله سبحانه في سورة الحاقّة:
أى رفعت
الأرض و الجبال من اماكنها و ضرب بعضها ببعض حتّى تفتت الجبال و سفتها الرّياح و
بقيت الأرض شيئا واحدا لا جبل فيها و لا رابية، بل تكون قطعة مستوية، و قال عليّ
بن إبراهيم القمّي في تفسيرها: قد وقعت فدكّ بعضها على بعض، و قال الطّبرسىّ أى
كسرتا كسرة واحدة لا تثنى حتى يستوى ما عليها من شيء مثل الأديم الممدود.
(و اخرج من
فيها فجدّدهم بعد اخلاقهم) أى بعد كونهم خلقا باليا أو بعد جعله لهم
كذلك (و جمعهم بعد تفريقهم) يحتمل أن يكون المراد به جمع اجزائهم
بعد تفتتهم و تأليف أعضائهم بعد تمزيقهم و جمع نفوسهم في المحشر بعد تفرّقهم في
مشارق الأرض و مغاربها و الثّاني أظهر (ثمّ ميّزهم لما يريد من مسائلتهم عن خفايا
الأعمال و خبايا الأفعال) أى أعمالهم الّتي فعلوها في خلواتهم (و جعلهم
فريقين أنعم على هؤلاء و انتقم من هؤلاء) كما قال تعالى: