تجديد خلقه) أى
بعثهم و حشرهم (أما السّماء و فطرها) أى حرّكها و شقّها، و هو اشارة إلى خراب هذا العالم.
و به نطق
قوله سبحانه: يوم تمور السّماء مورا، أى تضطرب و تموج و تتحرّك، و في سورة
المزمّل: السّماء منفطر به و كان وعده مفعولا، قال الطّبرسيّ: المعنى أنّ السّماء
تنفطر و تنشقّ في ذلك اليوم من هو له، و في سورة الانفطار: إذا السّماء انفطرت،
قال الطّبرسىّ تشقّقت و تقطّعت، (و أرجّ الأرض و أرجفها) أى حرّكها و
زلزلها كما قال تعالى في سورة الواقعة: إذا رجّت الأرض رجّا، قال الطّبرسيّ أى حركت
حركة شديدة، و قيل زلزلت زلزالا شديدا، و قيل معناه رجّت بما فيها كما يرجّ
الغربال بما فيه فيكون المراد ترجّ باخراج من في بطنها من الموتى، و في سورة
النّازعات: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة، قيل أى تضطرب الأرض اضطرابا شديدا و
تحرّك تحرّكا عظيما يعني يوم القيامة تتبعها الرادفة أى اضطرابة اخرى كائنة بعد
الاولى في موضع الرّدف من الراكب فلا تزال تضطرب حتى يفنى كلّها.
(و قلع
جبالها و نسفها) و هو موافق لقوله تعالى في سورة طه:
وَ
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً
صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً.
قال
الطّبرسيّ أى و يسألك منكر و البعث عند ذكر القيامة عن الجبال ما حالها فقل:
يا محمّد
ينسفها ربّى نسفا، أى يجعلها ربّي بمنزلة الرّمل، ثمّ يرسل عليها الرّياح فيذريها
كتذرية الطعام من القشور و التّراب فلا يبقى على وجه الأرض منها شيء و قيل
يصيّرها كالهباء، و قيل إنّ رجلا من ثقيف سأل النبيّ 6
كيف تكون الجبال يوم القيامة مع عظمها؟ فقال 6: إنّ
اللّه يسوقها بأن يجعلها كالرّمال ثمّ يرسل عليها الرّياح فتفرّقها، فيذرها، اى
فيدع أما كنها من الأرض إذا نسفها، قاعا، أى أرضا ملساء، و قيل منكشفة، صفصفا، أى
أرضا مستوية ليس للجبل فيها أثر،