responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 334

إلا من ذاقها، و من لم يذقها فانما يعرفها بالقياس إلى الآلام التي أدركها، بيان ذلك القياس أنّ كلّ عضولا روح فيه فلا يحسّ بالألم، فاذا كان فيه فالمدرك للألم هو الرّوح فمهما أصاب العضو جرح أو حريق سرى الأثر إلى الروح فبقدر ما يسرى إلى الروح يتألّم، و المؤلم يتفرّق على اللّحم و الدم و ساير الأجزاء فلا يصيب الرّوح إلّا بعض الألم، فان كان في الآلام ما يباشر نفس الروح و لا يلاقي غيره، فما اعظم ذلك الألم و ما أشدّ، و النزع عبارة عن مؤلم نزل بنفس الرّوح، فاستغرق جميع أجزائه حتى لم يبق جزء من اجزاء المنتشر في أعماق البدن إلّا و قد حلّ به الألم، فلو أصابته شوكة فالألم الذى يجده إنّما يجرى في جزء من الرّوح يلاقي ذلك الموضوع الذي أصابته الشوكة، و إنما يعظم أثر الاحتراق لأنّ أجزاء النار تغوص في ساير أجزاء البدن، فلا يبقى جزء من العضو المحترق ظاهرا و باطنا إلّا و تصيبه النّار، فتحسر الأجزاء الرّوحانية المنتشرة في ساير أجزاء اللحم، و أمّا الجراحة فانّما تصيب الموضوع الذي مسّه الحديد فقط فكان لذلك ألم الجرح دون ألم النار فألم النزع يهجم على نفس الرّوح و يستغرق جميع أجزائه، فانّه المنزوع المجذوب من كلّ عرق من العروق و عصب من الأعصاب و جزء من الأجزاء و مفصل من المفاصل و من أصل كلّ شعرة و بشرة من الفرق إلى القدم حتّى قالوا إنّ الموت لأشد من ضرب بالسّيف و نشر بالمناشير و قرض بالمقاريض، لأنّ قطع البدن بالسيف إنما يولمه لتعلّقه بالرّوح فكيف إذا كان المتناول المباشر نفس الروح، و إنما يستغيث المضروب و يصيح لبقاء قوّته في قلبه و في لسانه، و إنّما انقطع صوت الميّت و صياحه مع شدّة ألمه لأنّ الكرب قد بالغ فيه و تصاعد على قلبه و بلغ كلّ موضع منه، فهدّ كلّ قوّة و ضعف كلّ جارحة، فلم يترك له قوّة الاستغاثة.

و إلى ذلك أشار بقوله استعاره- حقيقت‌ (ثمّ ازداد الموت فيهم ولوجا فحيل بين أحدهم و بين منطقه) و استعار لفظ الولوج لما يتصوّر من فراق الحياة بعضو عضو، فأشبه ذلك دخول جسم في جسم آخر، و المقصود بذلك شدّة تأثير الموت في أبدانهم و ايجابه لضعف اللّسان عن قوّة النطق و التكلّم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست