responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 331

و أما افتضاحهم‌ بأكلها فلانّها بعد ما كانت بمنزلة الجيفة يكون آكلها مفتضحا بأكلها لا محالة، و هو ترشيح للاستعارة.

مجاز و قوله 7‌ (و اصطلحوا على حبّها) أى اتفقوا على محبّتها و توافقوا عليها، فانّ أصل الصلح هو التراضي بين المتنازعين و تجوّز به عن التوافق و الاتفاق للملازمة بينهما (و من عشق شيئا) أى كان مولعا به شديد المحبّة له، فانّ العشق هو الافراط في الحبّ و التجاوز عن حدّ الاعتدال.

قال جالينوس الحكيم العشق من فعل النفس و هى كامنة في الدّماغ و القلب و الكبد، و في الدماغ ثلاث مساكن التخيّل في مقدّمه، و الفكر في وسطه، و الذكر في آخره فلا يكون أحد عاشقا حتى اذا فارق معشوقه لم يخل من تخيّله و فكره و ذكره فيمتنع من الطعام و الشراب باشتغال قلبه و كبده من النوم باشتغال الدّماغ بالتخيّل و الذكر و الفكر للمعشوق، فيكون جميع مساكن النفس قد اشتغلت به، و متى لم يكن كذلك لم يكن عاشقا.

و كيف كان فالمراد أنّ من أفرط في محبّة شي‌ء (اغشى) ذلك الشي‌ء (بصره و أمرض قلبه) أى يكون فرط حبّه لذلك الشي‌ء مانعا عن توجّهه الى ما يلزمه التوجّه إليه و حاجبا عن النظر إلى مصالحه و ما يلزمه الاشتغال به فيكون غافلا عما عداه، صارفا أوقاته بكلّيته إلى هواه، و يكون‌[1] عشقه مانعا عن ادراكه العقول، و يكون عشقه ايضا مانعا عن ادراكه لعيوب المعشوق، و عن التفاته الى مساويه، و من هنا قيل:

و عين الرّضا عن كلّ عيب كليلة

كما أنّ عين السّخط تبدى المساويا

و غرضه 7 أنّ أهل الدّنيا لكثرة حبّهم لها و فرط رغبتهم إليها قصرت أبصارهم عن النظر إلى اخراهم، و مرضت قلوبهم عن التوجه إلى عقباهم، و صرفوا


[1] قال ارسطوا لعشق عمى الحسّ عن ادراك عيوب المحبوب و هو من الامراض المعروفة من انواع الماليخوليا الذي هو تشويش الظنون و الفكر الى الفساد و الخوف و عن الامالى عن المفضل بن عمر قال سألت الصادق( ع) عن العشق فقال( ع) قلوب خلت عن ذكر اللّه فأذاقها اللّه حبّ غيره، منه

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست