و ذهب الفرّاء و ابن درستويه و ربما عزّى
إلى الكوفيّين إلى أنّ ما استفهامية ما بعدها خبرها.
قال نجم
الأئمة و هو قوىّ من حيث المعنى، لأنّه كان جهل سبب حسنه فاستفهم عنه، و قد يستفاد
من الاستفهام معنى التعجّب نحو: ما أدراك ما يوم الدّين و أ تدرى من هو، و للّه
درّه أىّ رجل كان قال و للّه غنيّا خيرا أيّما فتى.
و ربما يضعف
بأنّ فيه نقل من الاستفهام إلى التعجّب و النقل من انشاء إلى انشاء مما لم يثبت،
هذا.
و بقى الكلام
في أفعل و قد ظهر من كلام البصريّين أنه فعل ماض و فتحته فتحة بناء للزومه مع ياء
المتكلم نون الوقاية نحو ما أفقرنى إلى رحمة اللّه و ما أحوجنى اليها، و قال
الكوفيّون غير الكسائي[1] إنه اسم و
فتحته فتحة اعراب كفتحة عندك في زيد عندك، و يؤيد قولهم تصغيرهم اياه[2] في نحو ما احيسنه و ما اميلحه قال
الشاعر:
يا ما اميلح غزلانا شددن لنا
و اعتذروا عن
فتحة الخبر بأنّ مخالفة الخبر للمبتدأ تقتضى نصبه و أحسن إنّما هو في المعنى وصف
لزيد لا لضمير ما، فلذلك كان منصوبا، بيان ذلك. أنّ الخبر إذا كان فى المعنى هو
المبتدأ كاللّه ربّنا أو مشبه به نحو: أزواجه امّهاتهم، ارتفع ارتفاعه، و إذا كان
مخالفا له بحيث لا يحمل عليه حقيقة أو حكما خالفه في الاعراب كما في زيد عندك، و
الناصب له عندهم معنوىّ و هو معنى المخالفة التي اتّصف بها، و لا حاجة على قولهم
إلى شيء يتعلّق به الخبر، و امّا انتصاب زيدا فلمشابهة المفعول به، لأنّ ناصبه
وصف قاصر فأشبه نصب الوجه في قولك زيد حسن الوجه هكذا قال في التوضيح و شرحه.
[2] و اجيب بأن التصغير فى افعل شاذ و وجه تصغيره انه اشبه
الاسماء عموما لجموده و انه لا مصدر له و اشبه افعل التفضيل خصوصا بكونه على وزنه
و بدلالته على الزيادة، منه