المراد به الاشارة إلى عدم العذر
للخابطين في خبطهم و جهالاتهم مع وضوح معالم الدّين و التنبيه على أنّ ضلالهم ليس
لخفاء الحقّ، بل للاصرار على الشّقاق و النفاق.
استعاره
تخييلية- استعاره مرشحة (و أسفرت الساعة عن وجهها) و هذه الفقرة و ما
يتلوها واردة في مقام التحذير و الانذار بقرب القيامة و شبهها بانسان مقبل و أثبت
لها الوجه الذي هو من خواصّ المشبّه به على سبيل الاستعارة التخييلية، فانّ أول ما
يبدو من الشخص المقبل وجهه و ذكر الاسفار ترشيح.
(و ظهرت
العلامة لمتوسّمها) أى لمتفرّسها قال المجلسيّ (ره): و المراد باسفار الساعة
و ظهور العلامة قرب القيامة بعدم بقاء نبيّ ينتظر بعثته و ظهور الفتن و الوقايع
التي هي من أشراطها.
تشبيه-
كنايه (ما لى أراكم أشباحا بلا أرواح و أرواحا بلا أشباح) هذا الكلام
يفسّر بوجوه أحدها أنّ المراد بالفقرة الأولى تشبيههم بالجمادات و الأموات في عدم
انتفاعهم بالعقل و عدم تأثير المواعظ فيهم كما قال تعالى: كَأَنَّهُمْ
خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ، و بالفقرة الثانية التنبيه على خفتهم و طيشهم.
الثّاني أنّ
المراد الاشارة إلى قصورهم عما يراد بهم من القيام بأمر الجهاد و التنبيه على أنّ
بعضهم بمنزلة الميّت و الجماد و كجسد بلا روح و بعضهم له عقل و فهم و لكن لا قوّة
له على الحرب كروح بلا جسد، فانّ الروح غير ذات الجسد ناقصة عن الاعتماد و
التّحريك اللّذين كانا من فعلها، حيث كانت تدبّر الجسد فالمقصود أنّ الجميع عاطلون
عمّا يراد منهم.
الثالث أنّه
كناية عن عدم نهوض بعضهم إلى الحرب دون بعض إذا دعوا إليه كما يقوم البدن بدون
الرّوح و الرّوح بدون البدن.
الرّابع أنّ
المراد أنّهم إذا خافوا ذهلت عقولهم و طارت ألبابهم و كانوا كأجسام بلا أرواح، و
إذا آمنوا تركوا الاهتمام بامورهم كأنهم أرواح لا تعلّق لها بالأجسام.
(و نسّا
كابلا صلاح) أى عبّادا ليست عبادتهم على وجه الخلوص و بالوجه المأمور به مقرونة
بالشرايط المعتبرة، فانّ منها معرفة الامام و طاعته.