ثمّ قال: فأمّا مروان فقتلناه بأخى
إبراهيم، و قتلنا ساير بني اميّة بحسين 7 و من قتل معه و بعده من بني
عمّنا أبي طالب.
و فيه عن أبي
الفرج الاصفهاني قال حدّث الزبير بن بكار عن عمه أنّ السّفاح «سديفا ظ» أنشد يوما
قصيدة مدح بها أبا العباس و عنده قوم من بني امية كان آمنهم على أنفسهم فأقبل على
بعضهم فقال: أين هذا مما مدحتم؟ فقال: هيهات و اللّه لا يقول أحد فيكم مثل قول ابن
قيس الرقيات فينا:
ما نقموا من بني اميّة إلّا
أنهم يحلمون إن غضبوا
و أنهم معدن الملوك فما
تصلح إلّا عليهم العرب
فقال له يا
ماص كذا من امّه و انّ الخلافة لفى نفسك بعد خذوهم فاخذوا فقتلوا و روى أبو الفرج
أيضا أنّ أبا العباس دعا بالغداحين قتلوا و أمر ببساط فبسط عليهم فجلس فوقه يأكل و
هم يضطربون تحته، فلما فرغ قال ما أعلم أنى أكلت أكلة قط كانت أطيب و لا أهنأ في
نفسي من هذه، فلما فرغ من الأكل قال: جرّوا بأرجلهم و ألقوهم في الطّريق ليلعنهم
الناس أمواتا كما لعنوهم أحياء، قال: فلقد رأينا الكلاب يجرّ بأرجلهم و عليهم
سراويلات الوشى حتّى انتنوا، ثمّ حفروا لهم بئرا فالقوا فيها.
و فيه عن أبي
الفرج أيضا في كتاب الأغاني إنّ سديفا أنشد أبا العباس و عنده رجال بني اميّة
فقال:
يابن عمّ النّبيّ أنت ضياء
استنبابك اليقين الجليّا
جرّد السيف و ارفع العفو حتى
لا ترى فوق ظهرها امويّا
قطن البغض في القديم و أضحى
ثابتا في قلوبهم مطويّا
و هى طويلة
فقال أبو العبّاس: يا سديف خلق الانسان من عجل، ثمّ انشد أبو العبّاس متمثّلا: