صهرتهم الشّمس فيكونون في العرق بقدر
أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبه، و منهم من يلجمه إلجاما، قال: فرأيت رسول اللّه
6 يشير بيده إلى فيه قال يلجمه إلجاما.
(و رجفت
بهم الأرض) لعلّه اشارة إلى الرّجفة في النفخة الثّانية على ما اشير إليها فى
قوله سبحانه:
(فأحسنهم
حالا) فى هذا اليوم (من وجد لقدميه موضعا و لنفسه متّسعا) و هو اشارة
إلى شدّة الضيق على النّاس فيه هذا و الفصل الثاني الذى التقطه السيّد (ره).
منها قوله 7 (فتن كقطع اللّيل المظلم) في عدم الاهتداء فيها إلى النهج الحقّ
و الصّراط المستقيم كنايه (لا تقوم لها قائمة) أى لا تنهض لدفعها
فئة قائمة أولا تقوم لها قائمة من قوائم الخيل، و هو كناية عن عدم امكان مقابلتها
بالحرب و عدم التمكن من قتال أهلها، أو لا تقوم لها بنية أو قلعة قائمة، بل تخرب و
تنهدم فيكون كناية عن قوّتهم و كذلك قوله 7 (و لا تردّ لها
راية) أى لا تنهزم راية من راية تلك الفتنة و لا تفرّ بل تكون غالبة
دائما، أو لا ترجع لحربها راية من الرّايات التي هربت عنها.
استعاره
بالكنايه ثمّ شبّهها بناقة تامّة الأدوات كاملة الآلات و استعار لها أوصافها فقال (تأتيكم
مزمومة مرحولة) أى كناقة معدّة للركوب عليها زمامها و رحالها (يحفزها قائدها) أى يسوقها
بشدّة، و أراد بالقائد أعوانها (و يجهدها راكبها) أى يوقعها فى الجهد
و المشقّة و يحمل عليها في السّير فوق الطّاقة، و أراد بالرّاكب أرباب تلك الفتنة
و كنّى بالحفز و الجهد عن سرعتهم و مبادرتهم إليها (أهلها قوم شديد
كلبهم قليل سلبهم) أى شديد شرّهم و أذاهم و قليل ما سلبوه