و جملة و الخناق مهمل، في محلّ الانتصاب
على الحال من عباد اللَّه و العامل النّداء المحذوف لكونه في معنى الفعل، و اللام
في الخناق عوض عن المضاف إليه أى خناقكم على حدّ و علّم آدم الأسماء، أي أسماء
المسمّيات، و كذا في الرّوح و قوله في فينة الارشاد، متعلّق بقوله مرسل و في
للظرفية المجازيّة، و قيل الضنك ظرف للفعل المحذوف الذي جعلناه العامل في الآن.
المعنى
اعلم أنّ هذا
الفصل متضمّن للتذكير بحال السّلف و للأمر بالكفّ عن المعاصي و للحثّ على التّدارك
للذنوب قبل الموت بتحصيل التوبة و الانابة و هو قوله:
(عباد
اللَّه أين الذين عمّروا فنعموا) أى أعطاهم اللَّه العمر فصاروا ناعمين أى
صاحبى سعة في العيش و الغذاء (و علّموا ففهموا) أى علّمهم الأحكام
ففهموا الحلال و الحرام (و أنظروا) في مدّة الأجل (فلهوا) بطول الأمل (و
سلّموا) في العاجلة (فنسوا) العاجلة (أمهلوا) زمانا (طويلا) و أمدا
بعيدا (و منحوا) عطاء (جميلا) و عيشا رغيدا (و حذروا
عذابا أليما) و جحيما (و وعدوا) ثوابا (جسيما) و عظيما (احذروا
الذنوب المورطة) أي المعاصي الموقعة في ورطة الهلاكة و العقاب (و العيوب
المسخطة) أي المساوي الموجبة لغضب ربّ الأرباب.
(أولي
الأبصار و الأسماع و العافية و المتاع) و إنّما خصّ هؤلاء بالنّداء و خصّصهم
بالخطاب لأنهم القابلون للاتعاظ و الاذكار و اللائقون للانتهار و الانزجار بما
أعطاهم اللَّه من الأبصار و البصاير منحهم من الأسماع و الضمائر و بذل لهم من
الصّحّة و السّلامة في الأجساد و منّ به عليهم من المتاع و الأموال و الأولاد
الموجبة للاعراض عن العقبا و الرّغبة إلى الدّنيا و الباعثة على ترك سبيل الرّحمن
و سلوك سبيل الشّيطان و الداعية إلى ترك الطّاعات و الاقتحام في الهلكات.
استفهام
انكارى ثمّ استفهم على سبيل التكذيب و الانكار بقوله: (هل من مناص) من العذاب (أو خلاص) من العقاب (أو معاذ) من الوبال (أو ملاذ) من النكال (أو فرار) من الحميم (أو محار) من الجحيم (أم لا و
ليس فانّى تؤفكون) و تنقلبون (أم أين