و في جامع الأخبار قال رسول اللّه 6: فو الذي نفس محمّد بيده لو يرون مكانه و يسمعون كلامه
لذهبوا عن ميّتهم و لبكوا على نفوسهم حتّى إذا حمل الميّت على نعشه رفرف روحه فوق
النّعش و هو ينادي: يا أهلى و يا ولدي لا تلعبن بكم الدّنيا كما لعبت بي، الحديث
هذا.
و في الوسائل
في عدّة روايات الأمر باجادة الأكفان و المغالات في أثمانها معلّلا بأنّ الموتى
يبعثون بها و بأنّهم يتباهون بأكفانهم.
و فيه أنّ
موسى بن جعفر 8 كفن في حبرة استعملت له بمبلغ خمسمائة دينار عليها
القرآن كلّه.
و فيه عن
يونس بن يعقوب عن أبي الحسن الأوّل 7 قال: سمعته يقول:
إنّي كفنت
أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما و قميص من قمصه و عمامة كانت لعليّ بن الحسين
8 و في برد اشتريته بأربعين دينارا، و لو كان اليوم ساوى أربعمائة
دينار.
و أما
حالته اذا حمل على سريره
فهو أنّه إن
كان مؤمنا خرج روحه يمشى بين يدي القوم قدما و تلقاه أرواح المؤمنين و يبشّرونه
بما أعدّ اللّه له جلّ ثناؤه من النّعيم.
و إن كان
عدوّا اللّه سبحانه فهو كما ورد في رواية الكلينيّ عن جابر عن أبي جعفر 7 عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه 6:
إذا حمل عدوّ اللّه إلى قبره نادى حملته ألا تسمعون يا اخوتاه إنّي أشكو إليكم ما
وقع فيه أخوكم الشّقيّ إنّ عدوّ اللّه خدعني فأوردني ثمّ لم يصدرني و أقسم لي أنّه
ناصح لي فغشّني و أشكو إليكم دنيا غرّتني حتّى إذا اطمأننت إليها صرعتني، و أشكو
إليكم أخلّاء الهوى منّوني ثمّ تبرّؤوا منّي و خذلوني، و أشكو إليكم أولادا حميت
عنهم و آثرتهم على نفسي فأكلوا مالي و أسلموني.
و أشكو إليكم
مالا ضيّعت فيه حقّ اللّه سبحانه فكان و باله علىّ و كان نفعه لغيري، و أشكو إليكم
دارا أنفقت عليها حربيتي[1] و صار
سكّانها غيري