تمسّكت بالعصمة الكبرى في الحياة
الدّنيا؟ فيقول: لا، فيقول: ابشر يا عدوّ اللّه بسخط اللّه عزّ و جلّ و عذابه و النّار،
أمّا الذي كنت تحذر فقد نزل بك.
ثمّ يسلّ
نفسه سلا عنيفا ثمّ يوكّل بروحه ثلاثمأة شيطان كلّهم يبزق في وجهه و يتأذى بروحه
فاذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النّار فيدخل عليه من فيحها و لهبها.
و عن الهيثم
بن واقد عن رجل عن أبي عبد اللّه 7 قال: دخل رسول اللّه 6 على رجل من أصحابه و هو يجود بنفسه فقال 6:
يا ملك الموت أرفق بصاحبي فانّه مؤمن، فقال: ابشر يا محمّد فانّي بكلّ مؤمن رفيق.
و اعلم يا
محمّد أنّي اقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول ما هذا
الجزع فو اللّه ما تعجلناه قبل أجله و ما كان لنا في قبضه من ذنب فان تحتسبوه و
تصبروا توجروا، و إن تجزعوا تأثموا و توزروا، و اعلموا أنّ لنافيكم عودة ثمّ عودة
فالحذر ثم الحذر إنّه ليس في شرقها و لا في غربها أهل بيت مدر و لا وبر إلّا و أنا
أتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات و لأنا أعلم بصغيرهم و كبيرهم منهم بأنفسهم و لو
أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتّى يأمرني ربّي بها.
فقال رسول
اللّه 6: إنّما يتصفّحهم في مواقيت الصّلاة فان كان
ممّن يواظب عليها عند مواقيتها لقّنه شهادة أن لا إله إلّا اللّه و نحىّ عنه ملك
الموت إبليس.
و عن
السّكوني عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ الميّت إذا حضره الموت أو ثقه
ملك الموت و لو لا ذلك ما استقرّ.
و أما
التغسيل و التكفين
فقد ورد في
الرّوايات أن الرّوح بعد خروجه من الجسد يكون مطلّا على الجسد و أنّه ليرى ما يفعل
به.
و في رواية
اصبغ بن نباتة أنّه يناشد الغاسل و يقول له عند تغسيله: باللّه عليك يا عبد اللّه
رفقا بالبدن الضّعيف فو اللّه ما خرجت من عرق إلّا انقطع، و لا من عضو إلّا انصدع،
فو اللّه لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميّتا أبدا.