وَ أَنَّا
لَمَسْنَا السَّماءَ أى مسّنّاها، و قيل: طلبنا الصعود إلى السّماء فعبّر عن
ذلك بالمسّ مجازا.
فَوَجَدْناها
مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً أي حفظة من الملائكة شدادا وَ
شُهُباً و التقدير ملئت السّماء من الحرس و الشهب و هو جمع شهاب و هو نور
يمتدّ من السّماء كالنار.
وَ أَنَّا
كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ أى لاستراق السّمع
أى كان يتهيّأ لنا فيما قبل القعود في مواضع الاستماع فنسمع صوت الملائكة و
كلامهم:
فَمَنْ
يَسْتَمِعِ منّا الْآنَ ذلك يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً يرمي به و
يرصد له، و شهابا مفعول به و رصدا صفته قال معمّر: قلت للزّهرى أ كان يرمي بالنجوم
في الجاهليّة؟ قال: نعم قلت: أ فرأيت قوله:
أَنَّا
كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها الآية قال: غلّظ و شدّد أمرها حين بعث النّبي 6 (و أمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده) أى أمسكها
بقدرته و قوّته من الحركة و الاضطراب في الهواء الذى هو أحد العناصر إذ لا دليل
على انحصاره في الذي بين السماء و الأرض في المكان