فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ
مُنْهَمِرٍ و يؤيّد الأخير ما رواه الطبرسيّ (ره) في
تفسير قوله سبحانه:
أَ وَ لَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً
فَفَتَقْناهُما عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه 8 و عكرمة و عطية و ابن
زيد أنّ السماء كانت رتقا لا تمطر و الأرض رتقا لا تنبت ففتقنا السماء بالمطر و
الأرض بالنّبات، هذا.
و لا يخفى عليك
أنه بعد دلالة كلام الامام 7 كغير واحد من الآيات و الأخبار على أنّ
للسماء أبوابا لا يعبأ بما قاله الفلاسفة من استحالة الخرق و الالتيام على الفلك
المبتنية على قواعدهم الفاسدة و عقولهم الكاسدة.
و لعلّ
الشارح البحراني ألجأه التقليد بهم إلى تأويل كلامه 7 في هذا المقام
بما لا ينافي اصولهم حيث قال: و افتتاق صوامت أبوابها بعد الارتتاق هو جعلها
أسبابا لنزول رحمته و مدبرات تنزل بواسطة حركاتها على هذا العالم أنواع رحمة
اللَّه فكانت حركاتها تشبه الأبواب إذ هى أبواب رحمته و مفاتيح جوده.
و مثله ما
ذكره في شرح قوله 7: (و أقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها) حيث قال إنه
استعار لفظ النقاب لكونها بحيث لا يمنع تعلّق العلوم بما ورائها من الأجسام و
المجرّدات، و أنت خبير بأنّ كلّ ذلك تكلّف لا داعي إليه و الأدلّة على امكان الخرق
و وجود الأبواب فوق حدّ الاحصاء، و لعلّنا نشبع الكلام في ذلك في مقام مناسب، و
المهمّ الآن شرح معنى كلامه 7 على مقتضى اسلوبنا و سليقتنا المفادة من
الآيات و الأخبار فأقول: مراده 7 بنقابها طرائقها كما
قال سبحانه:
وَ
السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ فالمقصود بذلك إقامة الشّهب و إرصادها على
المرصاد لطرد الشياطين عن استراق