قال الطّبرسي: أي في شدايد الموت عند
النّزع و الملائكة الذين يقبضون الأرواح باسطو أيديهم لقبض أرواحهم يقولون أخرجوا
أنفسكم من أجسادكم عند معاينة الموت ازهاقا لهم و تغليظا عليهم و إن كان إخراجها
من فعل غيرهم.
و قال
الشّارح البحراني: اعلم أنّ تلك الجذبة يعود إلى ما يجده الميّت حال النّزع و هو
عبارة عن ألم ينزل بنفس الرّوح يستغرق جميع أجزائه المنتشرة في أعماق البدن و ليس
هو كساير ما يجده الرّوح المحتصّ ببعض الأعضاء كعضو شاكته شوكة و نحوها، لاختصاص
ذلك بموضع واحد فألم النّزع يهجم على نفس الرّوح و يستغرق جميع أجزائه و هو
المجذوب من كلّ عرق و عصب و جزء من الأجزاء و من أصل كلّ شعرة و بشرة لا تسألنّ عن
بدن يجذب منه كلّ عرق من عروقه، و قد يتمثّل ذلك بشجرة شوك كانت داخل البدن ثمّ
جذبت منه فهي الجذبة المكربة، و لمّا كان موت كلّ عضو عقيب الأمراض التي ربّما
طالت تدريجا فتلك هى السّوقة المتغبة (ثمّ ادرج في أكفافه مبلسا) أي آيسا أو
حزينا (و جذب) من وطنه إلى الخارج (منقادا سلسا) اي سهلا
ليّنا (ثمّ القي على الأعواد) أي الأسرّة حالكونه (رجيع و
صب و نضوسقم) يعني أنّه من جهة ابتلائه بتارات الأمراض و تردّده في أطوار الأتعاب
و الأوصاب صار كالإبل الرّجيع الذي يردّد في الأسفار مرّة بعد اخرى و لأجل نحول
جسمه من الأسقام كان الجمل النّضو الذي يهزل من كثرة الأحمال و الأثقال (تحمله
حفدة الولدان و حشدة الاخوان) يعني أنّه بعد الفراغ من تغسيله و تكفينه و
حمله على سريره أقبلوا على جهازه و شمّروا لابرازه و حمله أعوانه و ولدانه و
أحبّاؤه و إخوانه.