و شدايدها
(و طوارق الأوجاع و الأسقام) و نوازلها (بين أخ شقيق) عطوف
(و والد شفيق) رؤوف و شقّ الشّيء و شقيقه هو نصفه.
و توصيف الأخ
بالشّقيق لكونه كالشقّ منه و بمنزلة جزء بدنه و قلبه (و داعية بالويل
جزعا) من النّساء و الاماء (و لا دمة للصدر قلقا) من البنات و
الأمُّهات و هذا كلّه تشريح لحال أهل الميّت فانّه، إذا يئس عنه الطّبيب و ابلى الحبيب
فهنا لك خفّ عنه عوّاده و أسلمه أهله و أولاده، فشقّت جيوبها نساؤه، و لطمت صدورها
اماؤه، و اعول لفقده جيرانه، و توجّع لرزيّته إخوانه، و غضّوا بأيديهم عينيه، و
مدّوا عند خروج نفسه يديه و رجليه.
فكم موجع يبكي عليه تفجّعا
و مستنجدا صبرا و ما هو صابر
و مسترجع داع له اللّه مخلصا
يعدّ و منه خير ما هو ذاكر
و كم شامت مستبشر بوفاته
و عما قليل كالّذي صار صائر
هذا حالهم، و
أمّا حال الميّت فقد أشار إليه بقوله (و المرء في سكرة ملهثة) يلوك لسانه
و يخرجه تعبا و عطشا (و غمرة كارثة) أى شدّة بلغ الغاية من المشقّة.
روى في
الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن السّكوني عن أبي
عبد اللّه 7 قال: إنّ الميت إذا حضره الموت أو ثقه ملك الموت و لو لا
ذلك استقرّ[1] (و أنّه
موجعة) أي تأوّه موجب لوجع الحاضرين و السّامعين (و جذبة مكربة و
سوقة متعبة) و المراد بهما جذب الملائكة للرّوح و سوقهم له إلى خارج البدن كما
قال تعالى: