بالأبصار و بمشاهدة العيان أما الاية
الاولى فظاهرة و أما الثانية فلأنّ كلّ من أبصر شيئا فقد أحاط به علما لا خلاف
لأحد فيه و أما الثالثة فلأنّ الابصار عبارة عن حصول صورة الشيء في حسّ البصر فما
لا مثل له لا يمكن حصول صورته في الحسّ و حيث إنه ليس كمثله شيء امتنع تعلّق
الأبصار به فظهر من كلّ ذلك بطلان ما توهّمه السّائل.
و نظير
إرشاده 7 للسّائل إلى الرجوع إلى القرآن و الائتمام به إرشاد أبي الحسن
الرّضا 7 لأبي هاشم الجعفري إلى الرجوع إليه و الأخذ به على ما رواه في
الكافي عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن أبي هاشم الجعفري عن أبي الحسن
الرّضا 7 قال: سألته عن اللَّه هل يوصف؟ فقال 7: أما تقرء
القرآن؟
قلت: بلى،
قال: أما تقرء قوله تعالى:
لا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ.
قال: فتعرفون
الأبصار؟ قلت: بلى، قال: ما هي؟ قلت: أبصار العيون قال 7: إنّ أوهام
القلوب أكبر من أبصار العيون، فهو لا يدركه الأوهام و هو يدرك الأوهام.
فانّ السّائل
لما استفهم عن جواز وصفه تعالى بالرّؤية أراد 7 التنبيه و الارشاد له
على نفي الرّؤية مطلقا عنه تعالى بآية القرآن، و لما ظهر من حال السّائل أنه قرء
القرآن و قرء قوله تعالى: لا تدركه الأبصار، و لم يعرف من الأبصار إلّا أبصار
العيون عرّفه 7 أنّ أوهام القلوب أكبر و أقوى في باب الادراك من أبصار
العيون، لسعة دائرة الاولى و قصور دائرة الثانية من حيث إنّ الوهم رئيس الحواس
الظّاهرة و الباطنة و مستخدمها و مستعملها، كما أنّ القلب أعنى العقل رئيس الوهم و
مخدومه، فالأولى أن يكون معنى الآية لا تدركه الأوهام ليدلّ على نفي الادراك مطلقا
إذ كلّ ما يدركه الوهم لا يدركه البصر بخلاف العكس.
و في الكافي
باسناده عن عبد الرحيم بن عتيك القصير قال: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى
أبي عبد اللَّه 7: إنّ قوما بالعراق يصفون اللَّه تعالى