متضمّن
لتأديب السّائل و لساير النّاس من الحاضرين و الغائبين في وصفهم للّه سبحانه و
لتعليمهم كيفية السلوك في مدح اللَّه و الثناء عليه بما هو أهله، و للنّهي عن
التعمّق و الخوض في ذات اللَّه و صفاته، و التّكلف فيها بما فوق الاستطاعة، و
الخطاب فيه و إن كان مخصوصا بالسّائل إلّا أنّه عام لجميع النّاس، إذا لعبرة بعموم
الغرض لا بخصوص الخطاب و المخاطب و لذلك نادى: الصّلاة جامعة و قصد اجتماع النّاس.
و كيف كان و
إلى ما ذكرنا نبّه بقوله: (فانظر أيّها السّائل فما دلّك القرآن عليه
من صفته فائتمّ به و استضيء بنور هدايته) أمر 7 بالرّجوع إلى القرآن
الكريم و الكتاب الحكيم و الاقتداء به و الاستضائة بأنوار هدايته و الأخذ بأوصاف
القدس و الجلال و نعوت العظمة و الكمال المدرجة فيه، فانه أدلّ دليل و أوضح سبيل و
هو كلام الحقّ سبحانه و هو أعلم بصفاته من غيره فما وصف به فيه نفسه فهو الحقّ
أحقّ أن يتّبع، و ما نزّه ذاته عنه فهو الباطل ينبغي تنزيهه منه.
إِنَّهُ
لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ.
و قد دلّت
الآيات الكريمة على أنّه تعالى ربّ، رحمان، رحيم، شهيد، عليم، حكيم، قادر، قاهر،
قديم، خالق، رازق، كريم، سميع، بصير، خبير، غفور، شكور، مجير، عزيز، متكبّر، جبار،
قوى، منتقم، قهار، إلى غير هذه ممّا فيها من الأسماء الحسنى و الأمثال العليا، و
قد تضمّنت مضافا إلى ذلك أنه لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ «وَ لا
يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً «وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
فانّ هذه
الآيات الثلاث نصّ في عدم إمكان معرفته حقّ المعرفة و عدم جواز إدراكه