الخلق) و
مخترعه على غير مثال سبق أو موجده من العدم المحض
(و وارثه) الباقى بعد فنائه
(و إله الخلق) و معبوده
(و رازقه) بجميل آلائه و جزيل نعمائه (و الشمس و القمر دائبان في مرضاته) هو
مأخوذ من قوله سبحانه:
وَ سَخَّرَ
لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ و أصل الدئب هو مرور الشيء في العمل
على عادة مطّردة أراد 7 أنّ الشّمس و القمر يدأبان في سيرهما و
إنارتهما و تأثيرهما في إزالة الظلمة و في إصلاح النبات و الحيوان على ما فيه
رضاؤه سبحانه و يقتضيه حكمته البالغة و يرتضيه تدبيره التام الكامل (يبليان
كلّ جديد و يقرّبان كلّ بعيد) نسبة إبلاء الجديد و تقريب البعيد إليهما
باعتبار كون حركاتهما من الأسباب المعدّة لحدوث الحوادث في هذا العالم و فيهما
تنبيه على وجوب التّجافي عن الدّنيا و الاستعداد للآخرة، و إشارة إلى أنّ ما
يتجدّد و يحدث من لذات الدنيا و زخارفها فهو في معرض البلى و الزّوال و أنّ ما
يستبعده أهل الغفلة من الموت و الفناء قريب إليه و إن كان بعيدا في نظره (قسّم
أرزاقهم) بينهم على وفق ما جرى عليه قلم التقدير و كتبه يد التّدبير في
الكتاب المكنون و اللّوح المحفوظ كما قال سبحانه:
كنايه (و أحصى
آثارهم و أعمالهم) و إحصائهما كناية عن العلم بهما كما قال سبحانه:
وَ
نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ أى ما قدَّموا من الأَعمال و ما سنّوه بعدهم
حسنة كانت أو قبيحة و منه:
عَلِمَتْ
نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ و قيل آثارهم أى أقدامهم في الأرض و أراد
مشيهم إلى العبادة و خطاهم إلى المساجد اقتباس (و عدد أنفاسهم و
خائنة أعينهم و ما تخفى صدورهم من الضمير) و هو اقتباس من قوله تعالى: