و بعبارة اخرى الحجب النّورانية الموانع
التي للعبد عن الوصول إلى قربه و غاية ما يمكنه من معرفته سبحانه من جهة العبادات
كالرّياء و العجب و السّمعة و أشباهها و الظلمانية ما يحجبه من المعاصى عن الوصول
إليه، فاذا ارتفعت تلك الحجب تجلّى اللَّه له في قلبه و أحرق محبّته ما سواه حتّى
نفسه عن نفسه، و كلّ ذلك لا يوجب عدم الايمان بظواهرها، إلّا بمعارضة نصوص صحيحة
صريحة صارفة عنها، و أوّل الالحاد سلوك التأويل من غير دليل و اللَّه الهادى إلى
سواء السّبيل، انتهى كلامه رفع مقامه هذا.
و الأشبه أن
يراد بقوله 7: و لا حجب ذات ارتاج المعاني الظاهرة لها
و إن أمكن إرادة معانيها الباطنة في الجملة، و أما احتمال أن يراد بالحجب
السّماوات كما في شرحي المعتزلي و البحراني فبعيد مع سبق قوله 7 إذ لا
سماء ذات ابراج (و لا ليل داج) اى مظلم (و لا بحر ساج) اى ساكن (و لا جبل
ذو فجاج و لا فجّ ذو اعوجاج) و هو مأخوذ من قوله سبحانه:
وَ اللَّهُ
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً أى طرقا
واسعة، و قيل: طرقا مختلفة عن ابن عبّاس، و قيل: سبلا في الصّحارى و فجاجا في
الجبال (و لا أرض ذات مهاد) و هو ماخوذ من قوله سبحانه:
وَ
الْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ أى مهّدناها
ليستقرّوا عليها فنعم الماهدون نحن، و في سورة النّباء.
أَ لَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً أى وطا و قرارا و مهيئا للتصرّف فيه من غير
أذيّة، و المصدر بمعنى المفعول أو الحمل على المبالغة أو المعنى ذات مهاد (و لا خلق
ذو اعتماد) أى صاحب قوّة و بطش.
(ذلك) المتّصف
بالصّفات الأزليّة و الموصوف بأوصاف السّر مديّة (مبتدع