ببصير، فيا عجبا و ما لي لا أعجب من
خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصّون أثر نبيّ، و لا يقتدون بعمل
وصي، لا يؤمنون بغيب، و لا يعفون عن عيب، يعملون في الشّبهات، و يسيرون في
الشّهوات، المعروف فيهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات
إلى أنفسهم، و تعويلهم في المبهمات على آرائهم، كأنّ كلّ امرىء منهم إمام نفسه،
قد أخذ منها فيما يرى بعرى و ثقات و أسباب محكمات.
اللغة
(قصمه) يقصمه
من باب ضرب كسره و ابانه أو كسره و ان لم يبن و (الجبار) كلّ عات و (مهّله) تمهيلا
أجّله و (رخى) العيش و رخو بالياء و الواو رخاوة من باب تعب و قرب إذا اتّسع فهو
رخيّ على وزن فعيل و الرّخا اسم منه، و في بعض النسخ الارجاء بالجيم من باب
الافعال و هو التّأخير فيكون عطفه على التّمهيل من باب التوضيح و التّفسير و
(جبرت) العظم جبرا من باب قتل أصلحته و (الأزل) الضّيق و الشّدة و (العتب)
بالسّكون الموجدة و يروى بفتح التّاء و هو الشدّة و الأمر الكريه و (الخطب) الأمر
المعظم كما في قوله: فما خطبك يا سامريّ، و يروى من خصب بالصاد المهملة و هو
السّعة و رخاء العيش.
و في بعض
النّسخ استقبلتم من خطب و استدبرتم من عتب، و في بعض النسخ فيا عجبي بالاضافة إلى
ياء المتكلّم (يقتصّون) و ما بعده من الأفعال في بعض النسخ بصيغة المذكر باعتبار
المعنى و في بعضها بصيغة التأنيث باعتبار ملاحظة لفظ الفرقة و عود الضمير فيها
إليها و (عفّ) يعفّ من باب ضرب عفّا و عفافا و عفافة بفتحهنّ