أقول: هذا خبر غريب لم نره في الاصول
التي عندنا و لا نردّها و نردّ علمها إليهم :،
و منها ما
في المجلّد الثّامن من البحار
من كتاب
المحتضر عن بعض العلماء في كتابه عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: إنّ أمير
المؤمنين كان يخرج في كلّ جمعة ظاهر المدينة و لا يعلم أحد أين يمضى، قال فبقى على
ذلك برهة من الزّمان، فلما كان في بعض الليالي قال عمر بن الخطاب: لا بدّ من أن
أخرج و ابصر أين يمضى عليّ بن أبي طالب 7.
قال: فقعد له
عند باب المدينة حتى خرج و مضى على عادته فتبعه عمر و كان كلّما وضع عليّ 7 قدمه في موضع وضع عمر رجله مكانها، فما كان إلّا قليلا حتى وصل إلى بلدة
عظيمة ذات نخل و شجر و مياه غزيرة ثمّ إنّ أمير المؤمنين 7 دخل إلى
حديقة بها ماء جار فتوضّأ و وقف بين النخل يصلّى إلى أن مضى من اللّيل أكثره.
و أمّا عمر
فانّه نام فلما قضى أمير المؤمنين 7 وطره من الصّلاة عاد و رجع إلى
المدينة حتى وقف خلف رسول اللَّه 6 و صلّى معه الفجر
فانتبه عمر فلم يجد أمير المؤمنين في موضعه فلما أصبح رأى موضعا لا يعرفه و قوما
لا يعرفهم و لا يعرفونه فوقف على رجل منهم.
فقال له
الرجل: من أنت و من أين أنت؟ فقال عمر: من يثرب مدينة رسول اللَّه 6 فقال له الرّجل: يا شيخ تأمل أمرك و ابصر ما تقول فقال: هذا
الذي أقوله لك قال الرّجل: متى خرجت من المدينة؟ قال: البارحة قال له: اسكت لا
يسمع الناس منك فتقتل أو يقولون هذا مجنون، فقال: الّذي أقول حقّ.
فقال له
الرّجل: حدّثني كيف حالك و مجيئك إلى ههنا؟ فقال عمر:
كان عليّ بن
أبي طالب في كلّ ليلة جمعة يخرج من المدينة و لا نعلم أين يمضى فلمّا كان في هذه
اللّيلة تبعته و قلت اريد أن أبصر أين يمضى فوصلنا إلى ههنا فوقف