و فيه أنّك
قد عرفت في مقدّمات شرح الخطبة الشقشقيّة بما لا مزيد عليه و في غيرها أيضا أنّ
العصمة شرط في الامامة، و محصّل ما قلناه هناك: أنّ غير المعصوم لا يؤمن منه الخطأ
و الضّلال فكيف يأمنه النّاس في ضلالته و خطائه، و إن شئت بئزيادة الاستبصار
فارجع ثمّة.
بئو أمّا
تشبيه قوله 7 (و ردوهم ورود الهيم العطاش) فأشار به
إلى اقتباس العلوم و اكتساب الأنوار منهم، فانهم (ع) لما كانوا ينابيع العلوم و
كان علمهم بمنزلة العذب الفرات و كان الخلق محتاجين إليهم في ذلك حسن منه 7 أن يأمرهم بورودهم و يشبّه ورودهم بورود الابل الظّمآن على الماء و هو
نظير قوله سبحانه.
فَسْئَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ^.
قال الحارث
سألت أمير المؤمنين 7 عن هذه الآية قال: و اللَّه إنّا لنحن أهل الذّكر
نحن أهل العلم نحن معدن التأويل و التنزيل.
ثمّ إنّه
7 لما ذكر فضايل الآل و مناقبهم عقّب ذلك و أكّده بذكر منقبة أخرى و
فضيلة عظمى رواها عن رسول اللَّه 6 فقال (أيّها
بئالناس خذوها عن خاتم النّبييّن) بئو سيّد المرسلين 6 أجمعين (أنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت بئو يبلى بئمن
بلى منّا و ليس ببال) بئاعلم أنّ هذا الحديث من مشكلات الأحاديث و متشابهاتها
و قد اختلف في توجيهه أنظار الشّراح و تأوّله كلّ بما يقتضيه سليقته و مذاقه، و
أعظمهم خبطا و أشدّهم و هما الشارح البحراني مع فضله و ذكائه و براعته في علم
الحكمة حسبما تطلع عليه و لا غرو فيه فانّ الحكمة بعيدة عن مذاق الأخبار و حاجبة
من اقتباس الأنوار و الأسرار المودعة في كنوز أحاديث الأئمة الأطهار.
و أنا أتمسّك
في شرح المقام بحبل العناية الأزليّة و أستمدّ من الحضرة الالهيّة و أستمسك بذيل
أهل بيت العصمة و الطّهارة، و أبيّن أوّلا جهة الاشكال و هو