انتهى كلام الرازي خذله اللَّه اقول: و
لا يكاد ينقضي عجبى من هذا النّاصب أنّه مع نقله تلك الأخبار المستفيضة المتفق
عليها بين الفريقين و اقراره بهذه الفضايل للآل كيف يتعصّب في حقّ أئمته و يرضى
بخلافتهم و يذعن بامامتهم مع أنّ دلالة هذه الأخبار على كفرهم و شقاوتهم غير خفيّة
إذ بغضهم لأهل بيت الرّسول في حياته و بعد وفاته ظاهر، و أذاهم لبضعته في إحراق
بابها و إسقاط جنينها و غصب فدك منها واضح، و تسليطهم بني اميّة و بني أبي معيط
على رقاب أهل البيت و ما جرى من الظلم و الجور بسبب ذلك عليهم : غني
عن البيان، و إنما أنطق اللَّه لسانه على الحقّ إتماما للحجّة و إكمالا للبيّنة
لئلا يقول يوم القيامة:
ثمّ إنّ
الشّارح المعتزلي قال في شرح هذه الفقرة أعني قوله 7: فأنزلوهم
بئبأحسن منازل القرآن بعد كلامه الذي قدّمنا ذكره:
بئفان قلت:
فهذا القول منه 7 يشعر بأنّ العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك؟
قلت: نصّ أبو
محمّد بن مثنويه في كتاب الكفاية على أنّ عليّا 7 معصوم و إن لم يكن
واجب العصمة و لا العصمة شرط في الامامة لكن أدلّة النّصوص قد دلّت على عصمته و
القطع على باطنه و نفسه و إنّ ذلك أمر اختصّ هو به دون غيره من الصّحابة، و الفرق
ظاهر بين قولنا زيد معصوم و بين قولنا زيد واجب العصمة، لأنّه امام و من شرط
الامام أن يكون معصوما فالاعتبار الأوّل مذهبنا و الاعتبار الثّاني