و محصّله أن يخبر عن نفسه أو عن الغير
كائنا ما كان بخبر مخالف للواقع، و أكثر الأخبار الواردة فيه محمول على هذا القسم
و يزيد شناعته بأن يكذب ثمّ يروّج كذبه بالحلف باللّه، و هو الّذي بارز اللَّه
بالمحاربة و يمينه هذه تذر الدّيار بلاقع من أهلها و تثقل الرّحم و توجب انقطاع
النّسل و تدخل النّار و تبعث غضب الجبّار كما ورد في غير واحد من الأخبار، و قد
عقد في الوسائل بابا عليها.
و من هذا
القسم الأخبار الموضوعة و الأحاديث المجعولة في زمن النبيّ 6
و بعده في زمن بني اميّة و بني العبّاس لعنهم اللَّه.
قال أمير
المؤمنين 7 في رواية الكافي الطّويلة: و قد كذب على رسول اللَّه 6 في عهده حتّى قام خطيبا فقال: أيّها النّاس قد كثرت علىّ
الكذّابة فمن كذب علىّ متعمّدا فليتبوّء مقعده من نار، هذا.
و أوّل من
فتح باب هذا الكذب بعد النبيّ هم المتخلّفون الثلاثة حيث إنّهم قالوا إنّ النبيّ
مات و لم يوص في الخلافة بشيء فاغتصبوا بذلك الخلافة و رووا حديثا مجعولا من
النبيّ 6 فنهبوا حقّ فاطمة سلام اللَّه عليها و غصبوا
فدك و لحقهم التابعون و حذوا حذوهم.
و من عجيب ما
روى أنّ علم الهدى (قده) وقع بينه و بين علماء العامّة مناظرة فانجرّ الكلام إلى
الأخبار التي وضعوها في فضايل مشايخهم قال (ره): إنّ هذه الأخبار كلّها موضوعة
فقالوا من يقدر أن يكذب على رسول اللَّه 6؟ فقال لهم:
قد ورد في
الرواية عنه أنه 6 قال في حياته: ستكثر علىّ الكذّابة بعد
موتى