أى كيف رأيتم انتقامي منهم و انذاري
إيّاهم مرّة بعد اخرى فالجمع للمصدر باعتبار اختلاف الأجناس و الأنواع و (علق)
الشوك بالثوب من باب تعب إذا نشب و (المخلب) من الحيوان بمنزله الظفر للانسان و
(مفظعات الأمور) بالفاء و الظاء المعجمة شدايدها الشنيعة و (ظعن) ظعنا من باب نفع
ارتحل (و لا يبأس) بالباء الموحدة مضارع بئس كسمع يقال بئس فلان إذا أصاب بؤسا و
هو الضّر و الشدّة، و في بعض النّسخ لا ييأس بالياء المثناة التحتانية من اليأس
بمعنى القنوط يقال يأس ييأس من باب منع، و من باب ضرب شاذّ و في لغة كحسب.
الاعراب
قوله: فكأن
قد علقتكم مخفّفة كأنّ و ملغاة عن العمل على الاستعمال الفصيح لفوات مشابهة الفعل
بفوات فتحه الآخر و لذلك ارتفع بمدها الاسم في قوله:
و نحر مشرق اللّون كأن ثدياه حقّان.
و ان أعملتها
قلت ثدييه لكنه استعمال غير فصيح و مثله قوله:
و يوما توافينا بوجه مقسّم
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم
برفع ظبية
على الاهمال و نصبها على الأعمال و يروى جرّها على جعل أن زايدة أى كظبية و إذا لم
تعملها ففيه ضمير شأن مقدّر كما في ان المخففة و يجوز أن يقال بعدم التقدير لعدم
الدّاعي عليها، ثمّ هل هي في قوله للتحقيق كما قاله الكوفيّون في قوله:
فأصبح بطن مكة مقشعرّا
كأنّ الأرض ليس بها هشام
أو للتقريب
كما في قولهم: كأنّك بالشتاء مقبل، و كأنّك بالدّنيا لم تكن و بالآخرة لم تزل،
الوجهان محتملان و ان كان الأظهر هو الأوّل و قوله 7: لا ينقطع نعيمها
إما في محلّ النّصب على الحال أو في محلّ الرّفع على الوصف.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة كما يظهر من الكتاب مأخوذة و ملتقطة من خطبة طويلة و لم نعثر بعد على أصلها
و ما أورده السيد ; هنا يدور على فصول ثلاثة.