على كيفيّة، و لا تناله التّجزية و
التّبعيض، و لا تحيط به الأبصار و القلوب.
منها فاتّعظوا
عباد اللَّه بالعبر النّوافع، و اعتبروا بالاي السّواطع، و ازدجروا بالنّذر
البوالغ، و انتفعوا بالذّكر و المواعظ، فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة، و انقطعت منكم
علائق الامنيّة، و دهمتكم مفظعات الأمور، و السّياقة إلى الورد المورود، و كلّ نفس
معها سائق و شهيد، سائق يسوقها إلى محشرها، و شاهد يشهد عليها بعملها. و منها في
صفة الجنة درجات متفاضلات، و منازل متفاوتات، لا ينقطع نعيمها، و لا يظعن مقيمها،
و لا يهرم خالدها، و لا يبأس «يبأس خ ل» ساكنها.
اللغة
(العبر) جمع
عبرة و هي ما يعتبر به أى يتّعظ و (الآى) جمع آية و هي العلامة و آية القرآن كلّ
كلام متصل إلى انقطاعه، و قيل ما يحسن السّكوت عليه و (سطع) الشيء يسطع من باب
منع ارتفع و (النّذر) بضمّتين جمع نذير و هو المنذ رأى المخوف، قال الشّارح
المعتزلي: و الأحسن أن يكون النذر هي الانذارات نفسها، لأنّه قد وصف ذلك بالبوالغ
و بوالغ لا تكون في الأكثر إلّا صفة المؤنث.