لعدوك من أصحابك، قال يعنى ربيعة الميسرة
فقال عليّ: يا بنيّ إنّ لأبيك يوما لا يبطىء به عنه السّعى و لا يقربه إليه
الوقوف إنّ أباك لا يبالى وقع على الموت أو وقع الموت عليه.
قال نصر: و
روى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي إسحاق قال: خرج عليّ يوما من ايّام صفين و في يده
عنزة، فمرّ على سعيد بن قيس الهمداني فقال له سعيد: أما تخشى يا أمير المؤمنين أن
يغتا لك أحد و أنت قريب عدوّك، فقال عليّ 7 إنه ليس من أحد إلّا و عليه
حفظة من اللّه يحفظونه من أن يتردّى في قليب أو يخرب عليه حايط أو تصيبه آفة، فاذا
جاء القدر خلّوا بينه و بينه.
قال: و
حدّثنا عمرو، عن فضيل بن خديج، قال لما انهزمت ميمنة العراق يومئذ أقبل عليّ نحو
الميسرة يركض ليستلب النّاس و يسوقهم و يأمرهم بالرّجوع نحو الفرغ، فمرّ بالأشتر
فقال: يا مالك قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ائت هؤلاء القوم فقل لهم أين
فراركم عن الموت الذي لن تعجزوه إلى الحياة التي لا تبقى لكم، فمضى الأشتر فاستقبل
النّاس منهزمين فقال لهم: الكلمات، فناداهم أيّها الناس أنا مالك بن الحرث، فلم يلتفت
أحد منهم إليه فقال: أيّها النّاس أنا الأشتر، فأقبلت إليه طائفة و ذهبت عنه طائفة
فقال: عضضتم بهن أبيكم، ما أقبح ما قاتلتم اليوم.
أيّها النّاس
غضّوا الأبصار و عضّوا على النّواجذ، فاستقبلوا النّاس بهامكم و شدّوا عليهم شدّة
قوم موتورين بآبائهم و أبنائهم و إخوانهم حنفاء على عدوهم، قد و طنوا على الموت
أنفسهم كيلا يسبقوا بثار إنّ هؤلاء القوم و اللّه لن يقاتلوكم إلّا عن دينكم
ليطفؤوا السّنة و يحيوا البدعة و يدخلوكم في أمركم قد أخرجكم اللّه منه بحسن
البصيرة، فطيبوا عباد اللّه نفسا بدمائكم دون دينكم، فانّ الفرار فيه سلب العزّ و
الغلبة على الفيء، و ذلّ المحيا و الممات و عار الدّنيا و الآخرة و سخط اللّه و
أليم عقابه ثمّ قال: